كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024، أن الجيش الإسرائيلي أخرج "وحدة دوفدفان" من قطاع غزة، ونقلها إلى الضفة العربية، بالتزامن مع تصاعد التوتر هناك.
يُعتبر اللواء كوماندوز "دوفدوفان" من القوات الخاصة في جيش الاحتلال، وقد شارك في المعارك الصعبة في قطاع غزة؛ حيث فقد 10 من مقاتليه بينهم ضباط، في خسارة هي الأكبر منذ تشكيل الوحدة.
صحيفة هآرتس، قالت إن الجيش الإسرائيلي، يرى أن انسحاب الوحدة من غزة بمثابة تخلٍّ عن قوة حيوية في القتال الدائرة بالقطاع.
ويعتقد المسؤولون الأمنيون أن الوضع في الضفة الغربية على "وشك الانفجار"، وتأتي الخطوة عقب تحذيرات صدرت من "الشاباك" بشأن التصعيد هناك.
وفقاً لوسائل إعلام عبرية، فإن القلق الأمني الإسرائيلي ينبع من عدم السماح للعمال الفلسطينيين من الضفة بالدخول إلى "إسرائيل" منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما يعود القلق الأمني إلى رفض حكومة الاحتلال تحويل أموال الضرائب (المقاصة) إلى السلطة الفلسطينية، واشتراطها أن تقتطع أموال غزة منها، وذلك ما ترفضه السلطة الفلسطينية.
ما هي وحدة دوفدفان؟
عندما شغل إيهود باراك منصب قائد اللواء الأوسط في جيش الاحتلال في يونيو/حزيران 1986، أسّس وحدة دوفدفان، المعروفة أيضاً بالوحدة رقم 2017. جاء تأسيس هذه الوحدة قبل أشهر من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة بانتفاضة الحجارة.
تُعد وحدة دوفدفان وحدة خاصة مكلفة بمكافحة ما يسميه الاحتلال بالإرهاب، تابعة للجيش، وتشمل أفراداً ينفذون مهام عسكرية وأمنية خاصة بعدد يقدر بالمئات سنوياً.
تشارك شرطة "حرس الحدود" في تعزيز هذه الوحدة بالعديد من العناصر، وتعمل تلك العناصر داخل التجمعات السكانية الفلسطينية؛ لذا، يجب أن يكون أفرادها من ذوي الملامح الشرقية لتجنب إثارة الشكوك خلال تنفيذهم للمهام المختلفة.
تقوم الوحدة بجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات دهم واعتقال خاصة في أنحاء الضفة المحتلة، وتُكلف بأهم المهام، وهي تنفيذ عمليات اغتيال وإحباط أية هجمات أو عمليات فلسطينية مسلحة.
كان وجود هذه الوحدة سرياً حتى عام 1988، عندما كشف صحفيون عن وجودها ووصفوها بوحدة الاغتيالات التابعة لجيش الاحتلال؛ ما أدى إلى تجميد بطاقات اعتماد الصحفيين الذين قاموا بالكشف عنها في إسرائيل.
تعززت وحدة دوفدفان بشكل كبير بعد توقيع اتفاقيات أوسلو وانسحاب جيش الاحتلال من مراكز المدن والبلدات الفلسطينية. أصبحت الوحدة معروفة بتنفيذ عمليات الدهم والاعتقال والاغتيال، خاصةً لكبار قادة الفصائل الفلسطينية في مختلف مناطق الضفة الغربية.
تحوّلت الوحدة إلى ركيزة أساسية مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/أيلول 2000؛ حيث أصبحت واحدة من أهم وحدات الكوماندوز في المناطق الفلسطينية.
شاركت الوحدة في عمليات خارج الضفة، بما في ذلك مشاركتها لأول مرة في قلب قطاع غزة خلال حرب 2008 و2009 وفي الحروب التي تلتها، خاصةً في حرب "الرصاص المصبوب" عام 2014.
وفي نهاية الأسبوع، أخرج الجيش الإسرائيلي جنود وحدة دوفدفان من قطاع غزة ونقلهم إلى الضفة الغربية بسبب التوترات الأمنية في المنطقة، والتي وصفها مسؤولون أمنيون بأنها "على وشك الانفجار". ". الفلسطينيون في الضفة الغربية. ويرى الجيش أن انسحاب الوحدة من القطاع هو بمثابة تخلٍّ عن قوة كبيرة جدًا في القتال في غزة.