دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، الأحد، إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، و"حلف الحرية والعدالة لفلسطين"، لكشف "جرائم الاحتلال" الإسرائيلي، إضافة إلى "تحالف إنساني لإغاثة غزة"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن مقاومته حتى استعادة حقوقه المشروعة.
حديث هنية جاء في كلمة مسجلة بُثت خلال مؤتمر "الحرية لفلسطين"، الذي انطلق في إسطنبول الأحد ويستمر يومين يناقش خلالهما قضايا، أبرزها "إعادة طرح مخاطر الصهيونية وعنصريتها عالمياً".
وقال هنية: "آن الأوان لنخوض معركة التحرير المصيرية، وهو المسار الأصل في ظل مذابح الاحتلال والدعم الأمريكي والغربي له".
ومنذ مئة يوم، بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفاً و968 قتيلاً، و60 ألفاً و582 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
تشكيل تحالفات
هنية أضاف: "يجب تشكيل جبهة قوية واسعة لإسناد المقاومة من قبل النخب.. تشكيل الجبهة العالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، والانخراط الفعلي فيها، نحن في مرحلة لا تصلح الطرق التقليدية فيها للعمل".
وأكمل: "هناك مسار يعمل على تجريم الحركة الصهيونية في كل المحافل الدولية، ويشمل بذل الجهود لإعادة طرح تجريم الصهيونية في الأمم المتحدة، وتوسيع نطاق المقاطعة، وملاحقة قادتها (الصهيونية) السياسيين والعسكريين أمام المحاكم والمحافل، وفرض عزلة ومنعهم من الكلام في الجامعات والمؤتمرات والمحافل المختلفة، وتوسيع مسار التضامن الدولي".
كما دعا إلى "تشكيل حلف الحرية والعدالة لفلسطين لمواصلة الجهود الشعبية والرسمية لكشف جرائم الاحتلال في طريق الشعب الفلسطيني لنيل حريته، وكسر الحصار عن غزة (مستمر منذ 17 عاماً).. وأدعو إلى تشكيل تحالف إنساني لإغاثة أهلنا في غزة".
هنية تطرق إلى المقاومة وهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على إسرائيل بقوله: "قالت المقاومة كلها في (عملية) طوفان الأقصى إننا أصحاب الأرض ولن نهاجر ولن نسكت (…)، مقاومة الشعب الفلسطيني مكفولة وفق الشرائع والقوانين الدولية".
وأردف هنية: "أحيي رجال المقاومة وأبطالها في لبنان واليمن والعراق وسوريا (هاجموا أهدافاً إسرائيلية و/ أو أمريكية تضامناً مع غزة)، وكل الجماهير التي تحتشد في العواصم والمدن القريبة والبعيدة.. وحماس حركة تحرر وطني فلسطيني تعمل مع كل أبناء الشعب لإنجاز مشروع التحرر والاستقلال".
"لا نعادي اليهود"
و"لا نعادي اليهود، بل نعادي الحركة الصهيونية التي احتلت أرضنا وشردت شعبنا، لسنا دعاة حروب بل طلاب حرية (…) وحماس متمسكة بوحدة الأرض والشعب والقضية"، أضاف هنية.
وتابع: "تؤمن حماس بأن الوحدة الوطنية (إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة منذ عام 2007) ضرورة لإنجاز مشروع التحرر من الاحتلال، وحماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على كافة الدول ومكونات الأمة والعالم".
ومتحدثاً عن "الصهيونية والاحتلال الصهيوني"، قال إن هذه الحركة "واحدة من أخطر الحركات التي عرفتها البشرية، حيث اجتمعت بها صفات لم تجتمع بغيرها على مر التاريخ، هي حركة عنصرية تكره العرب والمسلمين على أساس عرقهم ودينهم".
وأضاف أنها "تسعى لشطب أي وجود غير يهودي وإحلال المستوطنين مكانهم، وهي حركة إلغائية ترفض الاعتراف بحق أحد في الوجود بفلسطين سوى اليهود، وهي انعزالية ترفض التعايش مع الآخر، واستعلائية تنظر إلى الآخر نظرة دونية لخدمة مشروعها".
وزاد أن "الصهيونية تنفذ مشروعاً استعمارياً يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، وهو استعمار سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وديني وعسكري".
واستطرد: "هي حركة وظيفية وظفتها بعض الدول الغربية لخدمة مشاريعها الاستعمارية في المنطقة، أشبه بقاعدة عسكرية متقدمة بمنطقتنا، وحركة إرهابية إجرامية تشكل المذابح جزءاً أصيلاً من فكرها ومعتقداتها".
وموجهاً نداءً إلى "أحرار العالم"، قال هنية: "حان الوقت لإزالة القناع عن الكيان الصهيوني وكشف حقيقته (…)، وأدعو إلى إطلاق جهد عالمي شعبي لإعادة تجريم الصهيونية".
وختم بقوله إن "ما يجري من محاكمة الكيان (إسرائيل) حدث غير مسبوق في كشف جرائم العدو وإنصاف شعبنا، ونتطلع إلى أن يصدر قرار من محكمة العدل الدولية لينصف شعبنا بوقف المذابح ومحاكمة مرتكبيها، وتأكيد حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وفق القرارات الدولية ذات الصلة".
وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأت المحكمة، ومقرها في مدينة لاهاي بهولندا، النظر في دعوى قدمتها دولة جنوب أفريقيا، تتهم فيها إسرائيلَ بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة، وتطالب بإصدار "أمر فوري" لتل أبيب بوقف الحرب، إلى حين البت في القضية.
وتنفي إسرائيل ارتكابها مثل هذه الجرائم، وتتهم جنوب إفريقيا بـ"تشويه الحقائق"، على حد قولها.
ومنذ مئة يوم، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 23 ألفاً و968 قتيلاً، و60 ألفاً و582 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.