كشف إعلام عبري، الأحد 13 يناير/كانون الثاني 2024، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت لديها "إشارات" بشأن الهجوم الذي نفّذته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها لم تصل إلى القيادة العليا، ولم يتم أخذ التحذير على محمل الجد بشكل كبير.
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت إن جهاز الأمن العام (شاباك)، حذر مساء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من "احتمالية تنفيذ هجوم بري على إسرائيل من قطاع غزة".
"شبهة بهجوم بري"
الصحيفة أوضحت: "مساء 6 أكتوبر، بدأ حدث في قطاع غزة. من المعتاد في الاستخبارات الحديث عن إشارات دالة على هجوم أو حرب. وفي بداية الليل، تم تسلّم إشارة نتيجة النشاط العملياتي الذي يقوم به الشاباك. وأثارت شبهة بهجوم بري على الأراضي الإسرائيلية"، دون أن توضح طبيعة هذه الإشارة.
كما لفتت الصحيفة إلى أن "الشاباك" سبق أن تحدث عن "إشارات"، لكن لم يتم تنفيذ هجوم، لذلك لم يتم أخذ التحذير على محمل الجد بشكل كبير.
جنباً إلى جنب مع تحذيرات "الشاباك"، التقطت وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 إشارة (لم توضحها الصحيفة)، تدل على أن أمراً ما سيحدث، لكن لم يتم نقلها إلى المستويات الرفيعة في الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية "أمان"، لم تسمه، قوله: "عند ورود إشارات كهذه لأحداث 7 أكتوبر كان يجب على الجميع أن يستيقظ، الحدث كان يجب أن يؤدي إلى الصراخ".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي تجنب رفع حالة التأهب (…) هذا هو الخطأ الفادح، الجيش، والألوية، ورجال الدبابات، ونقاط المراقبة، لا أحد تلقى تحذيراً".
"التقليل من شأن حماس"
وخلصت الصحيفة إلى أن "التقليل من شأن حماس عام 2023 كان أكبر بكثير من التقليل من مصر وسوريا عام 1973″، في إشارة لحرب 6 أكتوبر التي شنها البلدان العربيان على إسرائيل في سبعينيات القرن الماضي.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، شنّت حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي، وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعاً حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حتى السبت "23 ألفاً و843 شهيداً و60 ألفاً و317 مصاباً، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.