قال صندوق النقد الدولي، الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2024، إنه يجري مناقشات مع مصر بشأن سياسات تعمل على إنجاح برنامج الصندوق الذي تبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار، لكن التمويل الإضافي سيكون "حاسماً" لهذا الغرض، وذلك عقب تعثر برنامج قروض لمصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، بعد أن فشلت البلاد في السماح بتعويم عملتها بحرية أو إحراز تقدم في بيع أصول الدولة.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في مؤتمر صحفي دوري إن مبالغ التمويل والمدفوعات المحتملة لمصر قيد المناقشة حالياً.
المحادثات تستمر لأسابيع
كما أضافت أن المناقشات مع السلطات المصرية حول تحسينات السياسة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة، بما في ذلك الحاجة إلى تشديد السياسة المالية والنقدية وكذلك التحرك نحو سياسة مرنة لسعر الصرف.
فيما لم تقدم إلا القليل من التفاصيل عن اجتماع عقد يوم الثلاثاء بين مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا ووزير المالية المصري ومحافظ البنك المركزي، لكنها قالت إن المناقشات مستمرة حول السياسات التي تسمح باستكمال المراجعة الأولى والثانية لبرنامج القرض المتفق عليه في ديسمبر/كانون الأول 2022.
كذلك، أضافت كوزاك: "ساعد تواصلنا القوي مع السلطات في تحقيق تقدم مهم في المناقشات، ونتوقع أن تستمر هذه المناقشات في الأسابيع المقبلة لتحديد أولويات السياسة الرئيسية".
وضع اقتصادي معقد
ثم مضت تقول: "في الوقت نفسه، سيكون التمويل الإضافي حاسماً لضمان نجاح تنفيذ البرنامج".
يشار إلى أن مصر تواجه بالفعل مستويات مرتفعة من الديون الخارجية، وتضررت بشدة من الحرب في قطاع غزة وهجمات في الآونة الأخيرة على سفن في البحر الأحمر؛ مما يهدد بتعطل حجوزات السياحة وواردات الغاز الطبيعي.
وقالت كوزاك: "تواجه مصر بالفعل وضعاً معقداً وعسيراً على مستوى الاقتصاد الكلي. وهذا الوضع تفاقم بسبب الصراع بين إسرائيل و(حماس في) غزة".
وأضافت أن ذلك تجلى في اضطرابات الشحن في البحر الأحمر وفي السياحة المصرية.
واشنطن تتعهد بدعمها
الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، تعهدت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بدعم اقتصاد مصر وإصلاحاته عقب اجتماع مع كبار مسؤوليها الماليين في واشنطن.
متحدث باسم صندوق النقد قال إن من المقرر أيضاً أن يجتمع المسؤولون المصريون، ومن بينهم وزير المالية محمد معيط ومحافظ البنك المركزي حسن عبد الله، مع مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا في أثناء زيارتهم لواشنطن. ولم يخُض في التفاصيل.
وتأتي الاجتماعات الرفيعة المستوى في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة للشرق الأوسط والعمل على تجنب توسع الحرب بين إسرائيل وغزة إلى صراع إقليمي.
وكانت جورجيفا قالت لرويترز في نوفمبر/تشرين الثاني إن صندوق النقد "يدرس بجدية" زيادة برنامج قرض مصر البالغة قيمته ثلاثة مليارات دولار، بينما تعاني من التأثير الاقتصادي للغزو الإسرائيلي لغزة.
وجاء في بيان لوزارة الخزانة أن يلين ناقشت التحديات التي تواجهها مصر جراء حرب غزة خلال اجتماعها مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي ووزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط.
وقالت وزارة الخزانة: "أكدت الوزيرة يلين دعم الولايات المتحدة القوي لمصر وبرنامجها للإصلاح الاقتصادي. وشددت على هدف تعزيز الاقتصاد المصري ودعم النمو الشامل والمستدام".
وتعثر برنامج القرض المصري في ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد تقاعس القاهرة عن تعويم عملتها بشكل حرّ أو إحراز تقدم في بيع أصول الدولة.
وأجّل الصندوق صرف نحو 700 مليون دولار كانت متوقعة في 2023، لكنه قال في ديسمبر/كانون الأول إنه يجري محادثات لتوسيع برنامج الثلاثة مليارات دولار؛ نظراً للمخاطر الاقتصادية الناجمة عن حرب إسرائيل وغزة.
ولم يتسن الوصول لمتحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن من أجل التعليق.