أبلغت السعودية، من بين عدد من دول الشرق الأوسط، الغرب بأنها تؤيد الضربات ضد الحوثيين في اليمن، الذين أدت هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر إلى تقليص حركة المرور التجارية في الممر المائي الحيوي، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 8 يناير/كانون الثاني 2024.
الصحيفة أشارت إلى أن أي إجراء ضد الحوثيين في اليمن سوف يتزامن مع محاولات الولايات المتحدة منع اتساع الحرب في قطاع غزة إلى بقية المنطقة، خاصةً مع استمرار المواجهات مع حزب الله، واستهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، إضافة إلى عرقلة حركة الشحن في البحر الأحمر.
كما يتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة هذا الأسبوع، على أمل احتواء الحرب. وشدد بلينكن، الذي توقف في الإمارات العربية المتحدة قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية، على أهمية منع المزيد من انتشار الصراع، بحسب إحاطة موجزة أمريكية عن الاجتماع.
⭕️- أغلق اليمنيون البحر الأحمر أمام حركة السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية لحين رفع الحصار عن غزة
— عربي بوست (@arabic_post) December 21, 2023
– شاهد في الفيديو النتائج المترتبة على حركة التجارة العالمية بسبب هذا الأمر
– برأيك، هل ستستجيب القوى العالمية لتحركات اليمنيين وتضغط لوقف الحرب؟ pic.twitter.com/Lqkn1xnezC
فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية أنَّ بلينكن التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة العُلا شمال جدة، يوم الإثنين 8 يناير/كانون الثاني، حيث دعا الزعيم السعودي مرة أخرى إلى إنهاء الحرب في غزة، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
بينما يقول الحوثيون المدعومون من إيران، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، إنهم يستهدفون فقط السفن التي لها صلات بإسرائيل. وتنخرط جماعة الحوثي حالياً في مفاوضات بوساطة الولايات المتحدة والأمم المتحدة مع السعودية، لإنهاء حرب طويلة الأمد دمرت البلاد.
حسب "التايمز" فإن السعودية تخشى من أنَّ العمل العسكري الذي هددت به الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين يمكن أن يعرقل المحادثات، لكنها توصلت إلى وجهة نظر مفادها أنَّ عدم اتخاذ أي إجراء سيجعل المتمردين أكثر تعنتاً في المفاوضات.
السعودية تخشى الهجوم على الحوثيين في اليمن
قبل الحرب في غزة، كانت المملكة العربية السعودية عازمة على تخليص نفسها من حرب اليمن المستمرة منذ ثماني سنوات، وإيقاف هجمات الحوثيين في اليمن عليها، مع تهدئة المنافسات الإقليمية، حتى تركز على خطط لتحويل نفسها إلى مركز مالي وسياحي.
حيث قال مصدر مطلع على المحادثات: "في اليوم التالي لإفلات الحوثيين من هجماتهم في البحر الأحمر، سيدخلون في أية عملية تفاوض بمزيد من الجرأة".
كما أشار إلى أنَّ محاولات إقناع الحوثيين بوقف هجماتهم على سفن الشحن، بما في ذلك الوعود بتقديم المزيد من المساعدات لليمن، لم تسفر عن نتائج. وتابع: "كيف يمكنك إقناعهم بالتوقف؟ إنهم يفوزون بقوة من هذا ويؤمنون بما يفعلونه، وقد اكتسبوا شعبية في المنطقة".
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى الحوثيين في اليمن من الاستمرار في هجماتهم، وإلا سيواجهون رداً عسكرياً. ويحظى هذا الإجراء أيضاً بدعم البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر.
بينما موقف المملكة العربية السعودية أكثر حساسية؛ نظراً لمحادثاتها مع الحوثيين في اليمن. وقالت مصادر إنَّ السعودية لا تريد استخدام مجالها الجوي في أية ضربات قد تستهدف قادة أو منشآت ومعدات عسكرية.
رغم صمود الهدنة في اليمن منذ عام 2021، فإنَّ الحوثيين الذين استهدفوا في السابق منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية، واصلوا إطلاق النار عبر الحدود.
إذ قال ريمان الحمداني، الباحث والمحلل اليمني: "يختبر الحوثيون حدودهم من خلال عمليات إطلاق النار؛ لذا أعتقد أنَّ السعوديين يودون أن يتلقى الحوثيون ضربة تُضعِفَهم، لكنهم لن يحاولوا التورط في توجيهها".