نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، أي خطط لسحب قواتها من العراق، وهو ما يتعارض مع تصريحات من جانب الحكومة العراقية تؤكد العمل على إنهاء الوجود الأمريكي في البلاد.
كان الوضع قد توتر بين بغداد وقوات التحالف لمحاربة تنظيم "داعش" بقيادة واشنطن، بعد ضربات نفذها التحالف الأسبوع الماضي استهدفت "قوى أمنية عراقية"، وفق تأكيد حكومة بغداد.
بينما قال متحدث البنتاغون، باتريك رايدر، في تصريحات صحفية: "لست على علم بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأمريكية"، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
أضاف رايدر: "سنظل على تشاور وثيق مع الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأمريكية وسلامتها وأمنها، القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك".
بينما أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني، تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، مؤكداً موقف بغداد "الثابت والمبدئي" لتحقيق ذلك، وذلك بعد إدانتها بشدة للضربات الأمريكية الأخيرة في العراق.
حيث اعتبر السوداني في كلمته أن الاعتداء "مثَّل ضربة لكل الأعراف والمواثيق والقوانين التي تحكم العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، مثلما كان جريمة نكراء غير مبررة".
كما لفت إلى أن "الحشد الشعبي يمثل وجوداً رسمياً تابعاً للدولة وخاضعاً لها، وجزءاً لا يتجزأُ من قواتنا المسلحة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع".
السوداني قال أيضاً: "أكدنا مراراً أنه في حال حصول خرق أو تجاوز من قبل أية جهة عراقية، أو إذا ما تم انتهاك القانون، فإن الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها أن تقومَ بمتابعة حيثياتِ هذه الخروقات".
كما أنه في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال البيت الأبيض، إن الجيش الأمريكي استهدف 3 منشآت تابعة لـ"كتائب حزب الله" في العراق، رداً على هجوم أصاب قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.
وبينما أكدت السلطات الأمريكية حينها أن الاستهداف لم يمسّ بأي مدني؛ فقد أدانته الحكومة العراقية في بيان ووصفته بأنه "فعل عدائي واضح، ومساس مرفوض بالسيادة العراقية"، وأكدت أنه "أدى إلى استشهاد منتسب للقوات العراقية وإصابة 18 آخرين، من ضمنهم مدنيون".
أُسس التحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر/أيلول 2014، لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا، ويضم 85 دولة ومنظمة شريكة، ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي.
بينما تصاعد التوتر في العراق بين فصائل مسلحة (تؤكد السلطات أنها قوى أمن رسمية) والقوات الأمريكية، على خلفية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.
حيث سبق أن أعلن تشكيل "المقاومة الإسلامية العراقية"، وهو أحد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، في بيانات، تنفيذه هجمات على قاعدة التحالف في مطاري "عين الأسد" و"أربيل" غرب العراق، وكذلك على تل البيدر شمال سوريا، وقاعدة التنف جنوب سوريا، تضامناً مع القطاع.