أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، مقتل أربعة آخرين من جنوده في غزة، كما أعلن عن إصابة ثلاثة ضباط وثلاثة جنود بجراح خطيرة خلال المعارك في قطاع غزة، في وقت يواصل فيه شن غاراته على مناطق مختلفة في قطاع غزة، لتصل حصيلة الشهداء إلى 23 ألفاً و84 شهيداً، والمصابين إلى 58 ألفاً و926 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي هذا في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية، شمالي قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع.
وذكر مراسل وكالة الأناضول الإخبارية، أنه يتخلل أصوات الاشتباكات إطلاق قذائف مدفعية بشكل كثيف من دبابات الاحتلال الإسرائيلي تجاه مناطق شرقي جباليا وبيت حانون، فيما تتصاعد أعمدة الدخان من مواقع الاشتباكات.
ولفت المراسل إلى أن الطائرات الحربية للاحتلال أطلقت وابلاً كثيفاً من القنابل الضوئية في محيط بلدتي جباليا وبيت حانون، في الوقت الذي تجري فيه الدبابات عمليات تمشيط واسعة في مناطق تتوغل فيها ببلدة بيت حانون.
وأشار إلى أن هذه الاشتباكات تندلع للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع، حيث شهدت الأيام الماضية تراجعاً في حدة القصف، خاصة بعد انسحاب قوات الاحتلال من مساحات واسعة من شمال القطاع إلى أطراف البلدات قرب الحدود الشرقية والشمالية منه.
وقبل ساعات قليلة كشف جيش الاحتلال عن إصابة 19 ضابطاً وجندياً في صفوف قواته خلال الساعات الـ24 الماضية، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، وأشار الاحتلال إلى أن من بين الجرحى 228 بحالة خطيرة، و374 بحالة متوسطة، و440 طفيفة، ولا يزال 453 جندياً وضابطاً ممن أصيبوا منذ بدء العملية البرية يتلقون العلاج في المستشفيات، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.
ويشار إلى أن الاحتلال اعترف بمقتل 514 من الضباط والجنود منذ بداية الحرب، بينهم 182 منذ انطلاق الحرب البرية في قطاع غزة.
مرحلة جديدة من حرب غزة
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، البدء في "مرحلة جديدة" من الحرب بقطاع غزة، أقل كثافة في القتال، وتشمل "قوات برية وهجمات جوية أقل". جاء ذلك وفق تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال هاغاري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة في القتال". وأوضح أن المرحلة الجديدة "ستشمل قوات برية وهجمات جوية أقل"، بحسب المصدر ذاته.
تصريحات هاغاري جاءت قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، ضمن جولة شرق أوسطية تهدف إلى منع الصراع في غزة من التوسع إلى حرب إقليمية، وفق الصحيفة.
وقال هاغاري إن إسرائيل "ستواصل تقليل عدد القوات في غزة، وهي عملية بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري".
وزعم أن "شدة العمليات في شمال غزة قد بدأت بالفعل في الانحسار"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "سيركز الآن على معاقل حماس في جنوبي ووسط القطاع، خاصة حول مدينتي خان يونس ودير البلح".
وقال هاغاري إن إسرائيل "تهدف أيضاً إلى السماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمن ذلك الخيام لإيواء النازحين".
وتقول الأمم المتحدة إنه اعتباراً من نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، تم إجبار ما يقرب من 85% من سكان القطاع، أو نحو 1.9 مليون شخص على ترك منازلهم، وسط عملية برية إسرائيلية وقصف جوي عنيف.