قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، إن مقتل كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، في إشارة إلى الشيخ صالح العاروري، في غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية في بيروت الأسبوع الماضي أثر على المفاوضات من أجل الوصول إلى صفقة جديد بشأن المحتجزين في القطاع، مشددا على أن "غزة يجب أن تُحكم فلسطينيا".
وأضاف رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة، أن قطر ستواصل بذل المزيد من الجهود.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن "وقوع هجوم ضد أحد كبار قادة حماس يعقّد المفاوضات بشأن إطلاق الرهائن".
كما أضاف: "نحاول الوصول إلى اتفاق يؤدي لإطلاق سراح الرهائن ووقف لإطلاق النار".
وقال رئيس الوزراء القطري، "جهودنا تتركز حاليا على وقف القتال في غزة والتأكيد على أن غزة جزء من الأرضي الفلسطينية، التي يجب أن تكون تحت حكم وقيادة فلسطينية ووحده الشعب الفلسطيني من يملك القرار فيها".
والثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، قال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة "الأناضول" إن حركة "حماس" أبلغت الوسطاء (لم يسمهم) بقرارها تجميد كافة النقاشات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة أو صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، عقب اغتيال نائب رئيس الحركة صالح العاروري.
منع اتساع الصراع
رئيس الوزراء القطري، أوضح أنه بحث مع وزير الخارجية الأمريكي محاولة منع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وقال بهذا الخصوص: "من المؤسف أن توسع دائرة الصراع في ازدياد مستمر".
واعتبر رئيس الوزراء القطري أن "اتساع رقعة الصراع في المنطقة أمر وارد ويجب العمل لمنع ذلك"، كما أدان الأحداث الأخيرة؛ سواء في لبنان أو سوريا مدانة، واعتبرها "انتهاكاً لسيادة الدول".
بخصوص الدمار في غزة، قال المسؤول القطري: "من المؤلم أن وصلنا إلى مرحلة اعتدنا فيها للأسف على مشاهد القتل والدمار بغزة".
وأكد أنه "لا سلام في المنطقة إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة في إطار الشرعية الدولية"، مشدداً على ضرورة "احتواء الأزمة في أسرع وقت والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
مأساة الدحدوح
وتطرق رئيس الوزراء القطري إلى مأساة الصحفي وائل الدحدوح، الذي اغتال الاحتلال نجله صباح الأحد، وصرح بهذا الخصوص قائلاً: "ما يواجهه مراسل الجزيرة وائل الدحدوح هو مأساة حقيقية".
وأردف: "لا يمكن أن أتخيل الفظاعة التي واجهها وائل الدحدوح ليس لمرة واحدة بل لمرتين".
الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارةً مدنيةً جنوب قطاع غزة؛ ما أدى إلى استشهاد صحفيَّيْن، أحدهما حمزة، نجل الصحفي وائل الدحدوح.
في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أُصيب مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، جراء استهدافه من قِبل قوات الاحتلال، وسط محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استُشهد عدد من أفراد عائلة الدحدوح، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهدف منزلاً نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت حتى الأحد 22 ألفاً و835 شهيداً، و58 ألفاً و416 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.