كشف موقع "أكسيوس" الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت برقيات عاجلة إلى سفاراتها لحشد ضغط دولي ضد الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وتتهم "إسرائيل" بارتكاب "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.
وأوضح الموقع الأمريكي أن البرقية التي أرسلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس 4 يناير/كانون الثاني، تشمل خطة عمل الدبلوماسية الإسرائيلية قبل جلسة محكمة العدل الدولية نهاية هذا الأسبوع: وهي ممارسة ضغط دولي على المحكمة لتمتنع عن إصدار أمر يقضي بأن تعلق "إسرائيل" الحرب على غزة.
ورفعت جنوب أفريقيا القضية الأسبوع الماضي. وفي حيثياتها المؤلفة من 84 صفحة، تقول إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تُعرِّف الإبادة الجماعية بأنها "أفعال ترتكب بقصد تدمير، كلياً أو جزئياً، مجموعة قومية أو إثنية أو دينية".
ماذا تضمنت البرقية الإسرائيلية؟
وتنص برقية وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن "هدف إسرائيل الاستراتيجي" هو أن ترفض المحكمة طلب إصدار أمر قضائي، وتمتنع عن الإقرار بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وجاء في البرقية، التي حصل موقع أكسيوس على نسخة منها من ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مختلفين: "قد يكون لحكم المحكمة تداعيات كبيرة ليس فقط في العالم القانوني، وإنما أيضاً تداعيات عملية ثنائية ومتعددة الأطراف واقتصادية وأمنية".
وتطالب البرقية بإصدار الدول رفضها للاتهامات الموجهة لإسرائيل بشأن ارتكاب "الإبادة الجماعية" في غزة.
ووجهت البرقية تعليمات للسفارات الإسرائيلية بأن تطلب من الدبلوماسيين والساسة على أعلى المستويات، الزعم بأن "إسرائيل تتعاون مع الأطراف الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، فضلاً عن تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين".
ووجهت تعليمات للسفراء الإسرائيليين أيضاً بالعمل حثيثاً على استصدار هذه التصريحات قبل الجلسة التي ستبدأ في 11 يناير/كانون الثاني 2024، وقيل لهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيرسل رسائل مشابهة إلى العشرات من قادة العالم.
إدارة بايدن رفضت الدعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية
ورفضت إدارة بايدن بالفعل دعوى جنوب أفريقيا، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الأربعاء 3 يناير/كانون الأول: "نرى أن هذه الدعوى لا قيمة لها، وستؤدي إلى نتائج عكسية، ولا أساس لها في الواقع على الإطلاق".
لكن الدول التي تدعم الفلسطينيين، مثل تركيا والأردن، أيدت هذه القضية.
ورغم أن أوامر محكمة العدل الدولية ملزمة، إلا أنه من الصعب تنفيذها. وكانت روسيا رفضت أمر المحكمة العام الماضي بوقف غزوها لأوكرانيا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد 22 ألفاً و600 فلسطيني، و57 ألفاً و910 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وسُمح بدخول مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى قالت إنها جزء صغير من المساعدات المطلوبة، محذرة أيضاً من أنه إذا لم يتوفر المزيد من المساعدات، سيموت الفلسطينيون جراء الجفاف وسوء التغذية والأمراض.