أثارت خطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لإجراء تحقيق داخلي في هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتقادات من وزراء من اليمين المتطرف في الحكومة، والذين يريدون إجراء تقييم أكثر شمولاً للسياسة الإسرائيلية تجاه القطاع.
وأبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الحكومة الأمنية بالتحقيق المرتقب، في جلسة مساء الخميس. وبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أجزاء من الجلسة، التي كان من المفترض أن تكون مغلقة، وتضمنت انتقادات من بعض الوزراء الحاضرين.
وفوجئت الأجهزة الأمنية في إسرائيل بالهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 واحتجاز نحو 240 آخرين كأسرى.
ولم يعترف نتنياهو بأي تقصير شخصي عكس بعض كبار المسؤولين، وتحدث بوجه عام عن الحاجة إلى محاسبة جميع صناع القرار المشاركين في وضع السياسة التي تتبناها إسرائيل تجاه غزة، وضمن ذلك من سبقوا فترة ولايته الطويلة.
وأبدى وزيران من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية انزعاجهما من ضم شاؤول موفاز إلى لجنة التحقيق العسكري، وهو جنرال متقاعد كان وزيراً للدفاع عندما نفذت إسرائيل خطة فك الارتباط من جانب واحد مع قطاع غزة عام 2005، وفككت المستوطنات اليهودية في أراضيه.
واتهم الوزيران، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، جنرالاً سابقاً آخر يساعد في التحقيق، بإضعاف الجيش من خلال دعم جنود الاحتياط الذين احتجوا على التعديلات القضائية التي قام بها نتنياهو.
وقال "بن غفير" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب التحقيق معهم، وليس ضمهم إلى لجنة التحقيق".
وفي منشور على وسائل التواصل أيضاً، قال سموتريتش إنه لا يعارض التحقيق العسكري الذي يهدف إلى تحسين الأداء الحربي. لكنه أضاف أن أي تحقيق في الأسباب التي أدت إلى أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفي الممارسات الأمنية عامة، يتطلب مساهمة مجلس الوزراء.
وقال مكتب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن التحقيق لم يبدأ بعد، مضيفاً أن "هيئة الأركان تخطط لعملية التحقيق وتعيين رؤساء الفرق".
تهجير الفلسطينيين
فيما دعا وزير إسرائيلي، الجمعة، إلى "تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة من قطاع غزة، ضمن حملة متواصلة في هذا الخصوص.
وقال وزير التراث عميحاي إلياهو، في حديث لإذاعة 103FM الإسرائيلية: "يؤلمهم (سكان غزة) الوطن والأرض وتدمير المنازل والهجرة الطوعية، إذا نجحنا في كسر حلمهم الوطني، فهذا ما يجب القيام به".
وأضاف: "أنتم ذبحتمونا (يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بغلاف غزة)، فلن تكونوا هنا (غزة)، نحن بحاجة إلى تشجيعهم على مغادرة المكان".
وتابع: "نحن بحاجة إلى العثور على ما يؤلمهم أكثر، الذي يكسر معنوياتهم، ومن الممكن كسر معنوياتهم".
وتصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات من قبل مسؤولين إسرائيليين إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، من بين دول عديدة انتقدت في الأيام الأخيرة، دعوات التهجير ودعت إلى وقفها، ولكنها متصاعدة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت نحو 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ورداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الجمعة، 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعداداً كبيرة إلى النزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.