قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، فتح تحقيق في الحرب الجارية بغزة منذ قرابة 3 أشهر، وضمنها التصدي لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوضحت الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2024، أن التحقيق الذي قرر رئيس الأركان فتحه يشمل إخفاق جيش الاحتلال الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر وجاهزية الجيش للمناورة البرية داخل قطاع غزة، حيث كبدته المقاومة خسائر مهمة.
كما أضافت أن الفريق الذي سيشرف على التحقيق سيبدأ عمله بعد أن يتلقى قريباً رسائل تعيين من هيئة الأركان العامة، وسيترأسه وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق الفريق شاؤول موفاز.
من المتوقع أن يتم أيضاً تعيين فرق فرعية للتحقيق في قضايا محددة. وستستمر التحقيقات الخارجية للجيش الإسرائيلي في الفترة المقبلة، بالتزامن مع التحقيقات الداخلية التي بدأت بالفعل في بعض الوحدات القتالية، وضمن ذلك تلك التي شاركت في المناورة وقاتلت في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
يأتي ذلك بعد أن كبدت المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة، سواء خلال عملية "طوفان الأقصى" أو خلال العدوان المستمر الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة منذ 3 أشهر.
إذ تظهر البيانات الرسمية لجيش الاحتلال أنه حتى صباح الخميس 4 يناير/كانون الثاني، سقط 509 قتلى من صفوفه بين ضباط وجنود، وهذه الأرقام للقتلى هي المُعلن عنها رسمياً، في حين أن عدد الجرحى المُعلن عنه رسمياً بلغ 2290 جريحاً، وسط تشكيك من مراقبين ومحللين في الأرقام المُعلن عنها للجرحى.
بينما توصّل تحليل أجراه "عربي بوست" للأعداد الرسمية التي أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي لقتلاه العسكريين منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 4 يناير/كانون الثاني 2024، إلى أن ثلث القتلى العسكريين من ألوية النخبة في جيش الاحتلال، ليكونوا بذلك إلى جانب "فيلق حماية الحدود" من أكثر التشكيلات العسكرية خسارةً بالحرب.
إذ يأتي "لواء غولاني" -الذي يُعد من أبرز ألوية النخبة بإسرائيل- في مقدمة التشكيلات العسكرية الأكثر خسارة بصفوفه، حيث خسر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 4 يناير/كانون الثاني 2024، 82 من مقاتليه، بين ضباط وجنود، ويُطلق على مقاتلي اللواء اسم "قوات الصدمة"؛ نظراً إلى تصديهم للمواجهات البرية المباشرة.
اللواء الثاني الأكثر خسارة من ألوية النخبة "لواء جفعاتي"، الذي قُتل من صفوفه منذ بداية الحرب 33 مقاتلاً، ويُعد هذا اللواء من أبرز الألوية التي تشارك عادةً في الحروب على غزة، إذ شارك في الاجتياحات البرية للقطاع خلال أعوام 2008، و2009، و2014، و2023.
بينما يُشير مراقبون ومحللون إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يخفي الأرقام الحقيقية لخسائره المتعددة منذ بدء الحرب، كتلك المتعلقة بالأعداد الحقيقية للجرحى، أو عدد الآليات العسكرية التي دمَّرتها الفصائل الفلسطينية، حيث تُقدِّر كتائب "القسام" أن مقاتلي المقاومة دمَّروا جزئياً أو كلياً ما لا يقل عن 825 آلية عسكرية منذ بدء الحرب.