أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيانٍ، الأحد 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، بأن عدداً كبيراً من أسرى سجن عوفر تعرضوا لحالات تسمم، بسبب تقديم وجبات طعام فاسدة لهم، في الوقت نفسه أكدت الهيئة، وكذلك نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، أن عدد معتقلي الضفة الغربية ارتفع إلى 4860 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي 14 فلسطينياً خلال الساعات القليلة الماضية.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين قالت في بيانها إن تسمم الأسرى "أكده محامي الهيئة، بعد محاولات صعبة لزيارة السجن بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث شعر الأسرى بآلام شديدة بالبطن وإسهال وقيء، مباشرةً بعد تناولهم الطعام". وأضافت: "علماً أن إدارة السجون تتعمد منذ البدء بالحرب على قطاع غزة ممارسة أبشع العقوبات بحق أسرانا، ومن ضمنها إبقاؤهم جوعى لفترات طويلة، والاكتفاء بتقديم وجبات سيئة لهم كمّاً ونوعاً، وتُقابل كل من يعترض على ذلك بالضرب المبرح والعزل".
تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال
في سياق متصل، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، في وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، إنه تلقَّى مزيداً من الشهادات عن حالات تعذيب "مروعة" لفلسطينيين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، فضلاً عن حالات تعذيب لمعتقلين من الضفة.
وقال النادي في بيان "تتصاعد الشهادات لمعتقلين من غزة أُفرج عنهم مؤخراً، تتضمن تفاصيل مروعة لعمليات تعذيب وتنكيل نفّذها جيش الاحتلال بحقِّهم، وأجسادهم شاهِدة عليها".
وأضاف: "في الوقت الذي تُواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقِّهم، ترفض الإفصاح عن مصيرهم، وأماكن احتجازهم، وأعدادهم، منذ بداية العدوان، علماً أن من بينهم أسيرات، من بينهن طفلات ومسنّات".
وطالب النادي "كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالضغط على الاحتلال، للكشف عن مصيرهم، ووقف عمليات التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها الأسرى".
ووزع نادي الأسير مقطع فيديو يظهر فيه مسنّ وعلى قدميه ومعصميه آثار كدمات وجروح، ذكر أنه واحد من مجموعة من معتقلي غزة الذين أُفرج عنهم مؤخراً من السجون الإسرائيلية.
تعرُّض نائل البرغوثي للتعذيب
في السياق، كشفت هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، ونادي الأسير، في بيان مشترك، عن تعرُّض الأسير نائل البرغوثي (66 عاماً) للتعذيب، أثناء نقله من سجن عوفر، غربي رام الله، إلى سجن جلبوع شمالي إسرائيل.
وقال البيان إن البرغوثي "تعرَّض للضرب المبرح بالهراوات وأعقاب البنادق من قِبل وحدات القمع، على كافة أنحاء جسده، واستمرّ الاعتداء عليه ورفاقه الأسرى لثلاث ساعات متواصلة". وأكد أن الحادثة "وقعت قبل نحو شهرين، ونقلتها عنه، الأحد، محامية (لم يسمِّها) تابعة لهيئة شؤون الأسرى، خلال زيارته في سجن شطة (شمال)".
ونقل البيان عن البرغوثي إفادته أنَّ "عملية الاعتداء عليهم تركَّزت على منطقة الصدر والأضلاع، ما تسبب بإصابة غالبية الأسرى بكسور ورضوض". وفي سجن شطة، حيث يُعتقل حالياً، قال البرغوثي إن ظروف الاعتقال "صعبة ومعقدة".
وأضاف أن "نوافذ الغرف تبقى مفتوحة 24 ساعة، حيث البرد القارس، في ظل مصادرة الحرامات والملابس، فيما الطعام سيئ جداً، وغير ناضج، ورائحته كريهة، وكميته قليلة، والغرف مكتظة جداً".
ارتفاع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة
في سياق موازٍ قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية)، ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، إن عدد معتقلي الضفة الغربية ارتفع إلى 4860 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي 14 فلسطينياً خلال ساعات مساء الجمعة وحتى صباح السبت.
وأضافت المؤسستان في بيان مشترك: "اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مساء أمس وحتى صباح السبت من الضفة 14 مواطناً على الأقل، بينهم فتى جريح جرى اعتقاله من سيارة الإسعاف (الجمعة)".
وأشارت الهيئة والنادي إلى أن حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر "ترتفع إلى نحو 4860، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومَن اضطرُّوا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومَن احتُجزوا كرهائن".
وذكر البيان أن الاعتقالات الأخيرة تركزت "في مخيم الجلزون بمدينة رام الله، حيث أبقى الاحتلال على اعتقال سبعة مواطنين، بعد عملية تحقيق ميداني مع مجموعة منهم، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظتي: نابلس (شمال) والخليل (جنوب)".
ووفق الهيئة والنادي "تُواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي مداهماته واقتحاماته لقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس، بالتزامن مع حرب مدمرة ومتواصلة ضد قطاع غزة، خلَّفت حتى الجمعة "21 ألفاً و507 شهداء و55 ألفاً و915 إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.