قالت وزارة الثقافة الفلسطينية، السبت 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنّ قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة دمر بالكامل الحمام الأثري الوحيد المتبقي في القطاع والذي يعود بناؤه إلى ما يقارب ألف عام، في الوقت الذي تؤكد فيه حكومة القطاع أن الاحتلال دمر 200 موقع أثري منذ بدء العدوان.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، إن إسرائيل "تتعمد" تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة، في "استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني"، وأشار المرصد، في بيان حينها، إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية (التي لا تشكل أهدافاً عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية لها).
حمام تاريخي
وزارة الثقافة الفلسطينية أكدت في بيان لها، أن طائرات الاحتلال "قصفت حمام السُّمرة وسط مدينة غزة ودمرته بالكامل".
وأضافت الوزارة في بيان، أن مساحة الحمام تبلغ "نحو 500 متر، ويعتبر مزاراً سياحياً وعلاجياً في الوقت ذاته".
كما أوضحت أن "أول من قام بالعمل به هم السامريون، ومن هنا بدأ يطلق عليه اسم حمام السُُمرة".
كذلك، نشرت الوزارة بصفحتها على فيسبوك صوراً للحمام قبل القصف وبعده.
200 موقع أثري منذ بدء العدوان
في السياق نفسه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمّر أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، من أصل 325 موقعاً بالقطاع، وذلك في إطار عدوانه المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
"الإعلامي الحكومي" أضاف في بيان، أنه وثق من بين تلك المواقع المستهدفة "مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة".
وعدّ استهداف هذه المواقع "محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني، ولدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في غزة".
وأوضح أن "المواقع التراثية والأثرية التي دمرها الجيش يعود أصول بعضها إلى العصور الفينيقية والرومانية، بينما يعود تاريخ بناء بعضها إلى 800 عام قبل الميلاد، و1400 عام، وبعضها الآخر يعود تاريخ تشييدها إلى 400 عام".
يشار إلى أن غزة تعد من مدن العالم القديمة، حيث خضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، ثم العهد الإسلامي.
جريمة دولية
في البيان نفسه، ندد المكتب باستهداف وتدمير هذه المواقع، معتبراً ذلك "جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، خاصةً القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات التي تحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافةً للمواقع الثقافية والدينية".
كما طالب "المنظمات الدولية والأممية ذات العلاقة بالبُعد الثقافي والتراثي، بإدانة هذه الجريمة المُنظّمة التي يرتكبها الاحتلال في غزة"، داعياً إياها إلى "تدخل عاجل، من أجل وقف هذه الجريمة، والعمل على إعادة تأهيل وترميم هذه المواقع".
ومن أبرز المواقع التي دمرها الجيش، بحسب "الإعلامي الحكومي"، "كنيسة جباليا البيزنطية، والمسجد العمري في جباليا (شمال)، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر دمري في الشجاعية (شرق مدينة غزة)، ومقام الخضر في دير البلح (وسط)".
إضافة إلى "موقع البلاخية (ميناء الأنثيدون) شمال غربي مدينة غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن بمنطقة عبسان في خان يونس (جنوب)، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة بمدينة غزة".
بجانب ذلك، استهدف الجيش "كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وتل المنطار شرق مدينة غزة، وتل السَّكن جنوب مدينة غزة، وتبة 86 في القرارة جنوب القطاع، ومسجد السيد هاشم بمدينة غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة "21 ألفاً و507 شهداء و55 ألفاً و915 إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.