كشف تقرير رسمي إسرائيلي أن حوالي مليوني مواطن بينهم 870 ألف طفل يعيشون تحت خط الفقر في إسرائيل، وقال موقع Ynet الإسرائيلي، الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل بات يثير قلقاً كبيراً.
إذ أصبحت معدلات التفاوت في الدخل والفقر في إسرائيل واضحة ومرتفعة للغاية، حتى في المقارنات الدولية، وفق ما جاء في استهلال تقرير الفقر الصادر عن مؤسسة التأمين الوطني الرسمية الإسرائيلية.
تُظهِر بيانات التقرير أنَّ 1.98 مليون شخص كانوا يعيشون تحت مستوى خط الفقر في إسرائيل عام 2022، بينهم 873.3 ألف طفل و152.5 ألف من كبار السن.
كما ذكر التقرير: "يُظهِر فحص نطق الاستثمار في الرعاية الاجتماعية أنَّ الموارد المخصصة للإنفاق على الرعاية الاجتماعية في إسرائيل مقارنةً بالبلدان المتقدمة هو من بين الأدنى في العالم".
وفق التقرير فإنه ففي عام 2022، "مثَّل الإنفاق العام على الرعاية الاجتماعية 15.8% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنةً بمتوسط 22.4% في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولم تحل سوى كوريا وأيرلندا في مرتبة أدنى من إسرائيل".
الفقر في إسرائيل يزداد
يتضح من بيانات التقرير أنَّ وضع السكان الفقراء تدهور في عام 2022، إذ سُجِّلَت زيادة في عمق وشدة الفقر في إسرائيل بين كل الفئات السكانية تقريباً، بما في ذلك ارتفاع نسبة الفقر بين الأطفال من 28% عام 2021 إلى 28.2% عام 2022.
بينما انخفضت نسبة الفقر بين كبار السن من 15% إلى 12.7% نتيجة لزيادة بدلات مخصصات ضمان الدخل للمواطنين من كبار السن وتوسيع نطاق المؤهلين للحصول عليها، لكن لا يزال هناك الكثير من كبار السن الذين يواجهون مصاعب مالية.
يشير التقرير إلى أنَّ نسبة الفقر في إسرائيل بين الأسر الشابة وصولاً إلى سن 29 عاماً -والكثير منها في بداية مسيراتها المهنية- مرتفعة، فهذه الفئة تمثل 13.9% من كل الأسر الإسرائيلية، لكنَّها تمثل 28.5% من الأسر الفقيرة. ويذكر التقرير أنَّ المساهمة الحكومية لتقليص الفقر لدى هذه الأسر منخفض نسبياً.
التوظيف لا يُنقذ من الفقر
يؤكد مُعِدّو التقرير أنَّ التوظيف هو إحدى الوسائل الرئيسية للخروج من الفقر. ويضيفون: "لكنَّه مع ذلك لا ينقذ بالضرورة الأسر الفقيرة من الفقر، خصوصاً حين يكون مستوى الدخل منخفضاً".
فيما أصبح الفقر في إسرائيل بين أسر العمال ظاهرة شائعة بصورة متزايدة، فوصل إلى 22.5% لدى الأسر ذات العائل الواحد، و8.6% لدى الأسر ذات العائلين أو أكثر.
بحسب التقرير، فإنَّ نسبة الفقر بين الأسر العربية بقيت دون تغيير تقريباً عند مستوى 39%، في حين تراجعت بين الأسر الحريدية المتدينة من 34.4% إلى 33.7%.
وبلغت نسبة الفقراء من العرب والحريديم من إجمالي السكان 64.3% عام 2022 -العرب بنسبة 41.9% والحريديم بنسبة 22.4%- وهو ما يُمثِّل ضعف نسبتهم في السكان.
مستويات فقر عالية للغاية
يقول روني ستراير، الأستاذ بجامعة حيفا ورئيس مجلس الأمن الغذائي: "يوضح التقرير بجلاء السياسة الخاطئة التي تتسبب في الإبقاء على مستويات عالية للغاية من الفقر، وهي من بين الأعلى في العالم".
كما أوضح: "إذا تحدثنا عن الفقر باعتباره انعدام فرص العمل والأمن الاجتماعي والإسكاني والغذائي، فإنَّ دولة إسرائيل تتفوق في تلبية هذه الأنماط الأربعة للأمن".
أضاف: "لكن يجب أن يختفي مبدأ القطاعية، وأن يحل محله الاستثمار في المهارات الصناعية، خاصةً في الأسر العربية والحريدية. ويجب تطوير رأس المال البشري في هذه الأسر، من حيث التعليم والتدريب المهني والتوجيه نحو سوق العمل، لأنَّ الناس يبقون في وظائف لا تنتشلهم من الفقر".
وفقاً لستراير، يجب أيضاً إعادة النظر في بدلات مخصصات ضمان الدخل التي لا تتماشى مع تكاليف المعيشة في البلاد.
في عام 2022، زادت نسبة الأفراد الذين يشهدون انعداماً شديداً للأمن الغذائي ونسبة الأسر التي لا تتمكن من تغطية كل نفقاتها. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك زيادة في نسبة الأشخاص الذين يمتنعون عن تناول وجبة واحدة على الأقل يومياً وكذلك عن الأنشطة الترفيهية لأسباب اقتصادية.
وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة التأمين الاجتماعي في الربعين الثاني والثالث من عام 2023، فإنَّ 30.9% من السكان البالغين يعيشون في حالة انعدام للأمن الغذائي لأسباب اقتصادية: 12.6% في حالة أمن غذائي منخفض للغاية، و18.3% في حالة أمن غذائي منخفض.
بينما توجد أعلى نسبة من انعدام الأمن الغذائي في المجتمع العربي، بنسبة 62.7%، يعيش نصفهم تقريباً في حالة أمن غذائي منخفض للغاية. وتعكس البيانات الرئيسية الواردة في التقرير الوضع في إسرائيل عام 2022، أي فترة ما قبل الحرب.