“ضميري لا يسمح لي”! شاب إسرائيلي يرفض التجنيد اعتراضاً على الحرب بغزة ويتعرض لعقوبة السجن

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/28 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/28 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة/ رويترز

قضت محكمة عسكرية إسرائيلية على مراهق إسرائيلي يبلغ من العمر 18 عاماً، بالحبس 30 يوماً لرفضه التجنيد بجيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراضاً على الحرب على قطاع غزة، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، مشيرة إلى أن رفضه التجنيد جاء بسبب "استنكافه الضميري إزاء الحرب على حماس".

أضافت الصحيفة: "دخل تال ميتنيك، وهو أحد سكان تل أبيب، إلى مركز للجيش ليعلن رفضه التجنيد، وبذلك هو أول إسرائيلي معترض على أداء الخدمة العسكرية بدافع الضمير يتم سجنه منذ بدء عملية السيوف الحديدية (طوفان الأقصى)". أي الحرب على غزة

"معترضون ضميرياً"!

وفقاً لتقرير للصحيفة، نُشر مساء الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، فقد "دخل ميتنيك إلى مركز التجنيد في تل هشومير (وسط إسرائيل) برفقة نشطاء شباب آخرين من شبكة ميسارفوت، وهم مجموعة من المعترضين ضميرياً في البلاد". 

وقالت الصحيفة: "بعد دخول القاعدة حُكم عليه بالسجن بشكل استثنائي لمدة 30 يوماً في السجن العسكري بعد المحاكمة"، مشيرة إلى أنه "من المتوقع أن يستمر ميتنيك في السجن لمزيد من الأحكام بعد إطلاق سراحه الأولي، وفقاً لبيان أصدره ممثلو المراهق". 

ونقلت عن الشاب الإسرائيلي قوله في بيان: "أرفض الاعتقاد بأن المزيد من العنف سيجلب الأمن، وأرفض المشاركة في حرب انتقامية، لقد نشأت في منزل فيه الحياة مقدسة، وحيث يتم تقدير النقاش، وحيث يأتي الحوار والتفاهم دائماً قبل اتخاذ إجراءات عنيفة". 

الحرب وسيلة لإسكات الانتقادات

أضاف: "في العالم المليء بالمصالح الفاسدة التي نعيش فيها، يعد العنف والحرب وسيلة أخرى لزيادة الدعم للحكومة وإسكات الانتقادات". 

وتابع: "يجب علينا أن ندرك أنه بعد أسابيع من العملية البرية في غزة، في نهاية المطاف، أدت المفاوضات والاتفاق إلى إعادة الرهائن (لدى الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة). لقد كان العمل العسكري في الواقع هو الذي تسبب في مقتلهم".

وأردف: "بسبب الكذبة الإجرامية القائلة بأنه لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة، فقد تم إطلاق النار على الرهائن، حتى الذين كانوا يلوحون بالعلم الأبيض ويهتفون باللغة العبرية، لا أريد أن أتخيل عدد الحالات المماثلة التي لم يتم التحقيق فيها لأن الضحايا ولدوا على الجانب الخطأ من السياج"، في إشارة إلى الفلسطينيين في غزة. 

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق من هذا الشهر قتل 3 أسرى إسرائيليين بالخطأ في غزة. 

"ضرورة الدبلوماسية والجهد السياسي"

واعتبر ميتنيك أيضاً أن "الافتقار إلى القدرة على التفاوض مع حماس غير صحيح بكل بساطة"، داعياً إلى "ضرورة الدبلوماسية والجهد السياسي". 

في الوقت ذاته، لفتت الصحيفة إلى أنه "أعلن أكثر من 200 من طلاب المدارس الثانوية، الذين من المفترض أن يكونوا في طريقهم للتجنيد في الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب، في أغسطس/آب الماضي، أنهم سيرفضون تجنيدهم، ليس فقط بسبب الإصلاح القضائي الذي يقترحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن أيضاً بسبب الاحتلال". 

ومنذ عقود يواجه إسرائيليون أحكاماً بالسجن لرفضهم الخدمة بجيش الاحتلال؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. 

والخدمة العسكرية إلزامية في الجيش الإسرائيلي للذكور والإناث، وحسب القانون الإسرائيلي فإن مدة الخدمة العسكرية الإلزامية تبلغ 32 شهراً للذكور فوق 18 عاماً، و24 شهراً للإناث، وتُفرض عقوبة السجن على من يرفض الخدمة الإلزامية بالجيش. 

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 21 ألفاً و110 شهداء، و55 ألفاً و243 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

تحميل المزيد