زعم نائب إسرائيلي يميني متطرف، يدعى تسفيكا فوغل، الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن نجاح إسرائيل في حربها ضد حماس يتطلّب منها الاستيلاء على شمال قطاع غزة وإنشاء مستوطنات يهودية هناك، وذلك وفق ما نقله تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.
حسب الصحيفة العبرية، فإن النائب تسفيكا ينتمي إلى حزب القوة اليهودية، الذي يرأسه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
فوغل، صرّح خلال حديثه إلى إذاعة Kan الحكومية بأن "الانتصار له وجهان، أولهما ألا يكون هناك وجود لحماس بعد الحرب، وربما تظل موجودةً أيديولوجياً، لكنها يجب أن تصبح عاجزةً عن فرض نفوذها في الميدان، وألا تكون موجودة إدارياً".
كما أردف فوغل: "ثانياً، يجب أن يدفعوا الثمن المتمثل في سيطرتنا على المنطقة، وجلبنا للمستوطنات اليهودية".
عندها سأله المذيع آرييه غولان، عما إذا كان يعني أنه يرغب في إحياء المستوطنات اليهودية التي كانت موجودة قبل فك الارتباط، الذي حدث عام 2005 وشهد إبعاد إسرائيل لمواطنيها بالقوة وانسحابها من المنطقة.
لكن فوغل أجابه قائلاً إنه يريد أكثر من ذلك بكثير، وأوضح: "لنأخذ كل الأراضي التي تقع شمال وادي غزة، وصولاً إلى مستوطنة نتيف عشرة. ولنجعل هذا الجزء الشمالي بأكمله مجتمعاً يهودياً جديداً صباح الغد، ومرحباً بأي شخص يرغب في الاحتفاظ بمستشفى الشفاء كمتحف".
وقد سبق لأعضاء التحالف اليميني المتطرف أن دعموا فكرة إنشاء مستوطنات يهودية في غزة، بمن فيهم وزير التراث عميحاي إلياهو، الذي اقترح إلقاء قنبلة نووية على القطاع أيضاً.
في نوفمبر/تشرين الثاني، انتقد دبلوماسيون غربيون من الدول المؤيدة للحرب ضد حماس تصريحات ساسة الائتلاف الحاكم، التي اقترحت إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال الدبلوماسيون الغربيون إن تلك التصريحات تُقوّض الجهود الدبلوماسية والدبلوماسية العامة لإسرائيل.
كما حذروا من أن التداعيات ستكون وخيمةً في حال تحوّلت تلك الأقوال إلى أفعال.
تصريحات النائب اليميني المتطرف، ليست الأولى من نوعها في إسرائيل، فقد دعت اليمينية المتطرفة الإسرائيلية دانييلا فايس، إلى هدم كل المنازل في غزة وترحيل أهاليها، وإنشاء مستوطنات يهودية جديدة في عموم القطاع، بحسب تصريحات لها لوسائل إعلام إسرائيلية، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.
قالت فايس، وهي رئيسة بلدية مستوطنة سابقة، إنها تريد من الجيش تكرار الدمار الذي خلّفه في شمال غزة، جنوبي القطاع أيضاً، وتهجير كل سكانه.
أضافت: "وعقب ذلك، يمكننا إنشاء مستوطنات جديدة في عموم غزة"، وأردفت أن "المستوطنين اليهود يرغبون في رؤية البحر، ولكي يتحقق ذلك، يجب مسح غزة كاملة، وينبغي تدمير كل منازلها".
كانت فايس قالت أيضاً، في 14 ديسمبر/كانون الأول، إن "الوقت حان للعودة إلى غزة، وعلى (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ألا يوقفنا".
يحدث هذا في وقت يصعّد فيه الجيش الإسرائيلي حربه على مستشفيات القطاع والطواقم الصحية، ضمن حرب مدمرة على غزة يشنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت حتى الأربعاء، 21 ألفاً و110 قتلى و55 ألفاً و243 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.