ذكرت مذكرة تحذيرية، الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تلقَّت بلاغاً عن حادث على بعد حوالي 50 ميلاً بحرياً غرب ميناء الحديدة اليمني، في وقت قالت فيه البحرية الهندية إنها تعتزم نشر سفن مدمرة مزودة بصواريخ موجّهة في بحر العرب، بعد تعرّض سفينة تجارية تابعة لإسرائيل لهجوم قبالة الساحل الهندي في مطلع الأسبوع، في مسعى "للحفاظ على وجود رادع".
وقال البيان إن البحرية الهندية تحقق في طبيعة الهجوم على السفينة كيم بلوتو، التي رست في مومباي أمس الإثنين، وأشارت التقارير الأولية إلى هجوم بطائرة مسيرة، وأضاف البيان "ستكون هناك حاجة لمزيد من التحليل الجنائي والفني لتحديد مصدر الهجوم، بما في ذلك نوع وكمية المتفجرات المستخدمة".
كما أشار بيان البحرية الهندية إلى أنه "بالنظر إلى موجة الهجمات الأخيرة في بحر العرب، نشرت البحرية الهندية مدمرات الصواريخ الموجهة مورموجاو وكوتشي وكولكاتا… في مناطق مختلفة للحفاظ على وجود رادع"، وأضافت البحرية الهندية أن تحقيقاً مشتركاً في الهجوم تجريه أجهزة مختلفة بعد أن أكمل فريق الذخائر المتفجرة تحليله.
ويضم طاقم السفينة 21 هندياً وفيتنامياً واحداً.
وبالتزامن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن الادعاء الأمريكي بأن إيران هاجمت السفينة بالقرب من الهند "لا أساس له من الصحة".
وقال وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في وقت سابق إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران ضربت السفينة كيم بلوتو في المحيط الهندي.
وجاءت الضربة في الوقت الذي تحاول فيه فرقة عمل بقيادة الولايات المتحدة مواجهة تحديات مماثلة في البحر الأحمر.
هجمات الحوثي في البحر الأحمر
في 12 ديسمبر/كانون الأول، أطلق الحوثيون في اليمن صاروخاً على ناقلة نرويجية قالوا إنها كانت "محملة بالنفط" ومتجهة إلى إسرائيل، وقد تَسبب ذلك في نشوب حريق على متنها.
بينما قال توم شارب، القائد السابق في البحرية الملكية البريطانية، إن الحوثيين يستطيعون ضرب "مجموعات كبيرة من السفن" في البحر الأحمر إذا أرادوا ذلك.
شارب قال أيضاً إن القوة الدولية التي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيلها لردعهم، يجب أن تضم عدداً كبيراً من السفن العسكرية لحماية السفن التجارية المارة في المنطقة، و"حتى حيئنذ، لن يكون الأمر مضموناً".
فيما أوضح توماس جونو، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، أن الحوثيين لديهم أهداف محلية وإقليمية من مهاجمة الشحن البحري في البحر الأحمر، فهم يريدون تعبئة المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بين السكان اليمنيين "لدعم قاعدة تأييدهم".
كما أضاف أن الحوثيين يريدون في الوقت نفسه أن يعلنوا للجميع أنهم قوة إقليمية، وطرف أساسي في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، فضلاً عن "دعم حماس، والاحتجاج على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة"، وفق ما صرح به لصحيفة "التايمز".
ويشار إلى الحوثيين كثفوا هجماتهم في البحر الأحمر، وهددوا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، وحذروا شركات الشحن من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية بسبب حربها على غزة.
وعطلت الهجمات طريقاً تجارياً رئيسياً يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
بالمقابل أعلن البنتاغون أن 20 دولة انضمت إلى "حارس الازدهار" التحالف الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.