كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيصل إلى واشنطن الثلاثاء لعقد اجتماعات مع إدارة الرئيس الأمريكي بايدن حول خطط إسرائيل تقليص الحرب والانتقال إلى عملية "منخفضة الشدة" في القطاع.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيعقد الاجتماعات بشأن الموعد الذي يجب أن تنتهي فيه المرحلة الحالية من الحرب، والإجراءات التي يجب اتخاذها، وما سيحدث في غزة بعد انتهائها.
كما أشار الموقع إلى أن ديرمر سيلتقي خلال زيارته لواشنطن بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وأعضاء في الكونغرس، لبحث "كيفية إنهاء الأمور في إطار زمني".
كما يتوقع بحسب ما أفاد به الموقع أن يناقش ديرمر مع المسؤولين الأمريكيين خطط إسرائيل للمرحة "منخفضة الشدة" من الحرب، والتي توقع المسؤولون الإٍسرائيليون أن تبدأ بحلول نهاية يناير/كانون الثاني، وكذلك سيناقش معهم أفكار نتنياهو فيما يتعلق "بحكم غزة على المدى الطويل" بعد انتهاء الحرب.
خلافات بايدن ونتنياهو
يأتي هذا في وقت أصبحت الخلافات بين بايدن ونتنياهو بشأن حرب غزة واضحة تماماً للعيان، ولكن هذه الخلافات لا تدور حول هدف تدمير حماس، الذي يشترك فيه الطرفان، ولكن حول طريقة إدارة الحرب، ومخاطر توسعها، ومرحلة ما بعد الحرب في غزة.
فالتلميحات إلى أن صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ ينفد بشأن طريقة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في شن الحرب أصبحت أعلى، حسب وصف صحيفة the Guardian البريطانية.
فمنذ عملية طوفان الأقصى أظهر بايدن دعماً غير مسبوق لإسرائيل، فأطلق يدها في الحرب على غزة، وزوّدها بالذخائر بلا قيود، وأرسل حاملتي طائرات أمريكيتين إلى المنطقة بهدف ردع حلفاء إيران، واستخدم حق النقض بمجلس الأمن مراراً، ما جعل واشنطن صوتاً وحيداً ضد مطالبات العالم كله لإسرائيل بإنهاء هجومها على غزة.
ولكن الأمور بدأت تتغير ببطء، ففي انتقاد نادر حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من عواقب عمليات القصف العشوائي التي تقوم بها في غزة، والتي "ستكلفها فقدان الدعم الدولي لها"، داعياً رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى "تغيير حكومته".
وقد يبدو أن بايدن يحذر نفسه، وليس إسرائيل فقط بشأن فقدان الدعم الدولي؛ إذ جاءت هذه التحذيرات في ظل تزايد التباينات بين بايدن ونتنياهو بشأن تطورات ومآلات الحرب والترتيبات التي ستعقبها في القطاع.
هذه المواقف جاءت بعد ساعات قليلة من تصويت الإدارة الأمريكية ضد قرار بوقف إطلاق النار في غزة، تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية الثلثين، 153 مقابل 10، وامتناع 23.
ومؤخراً بعثت مجموعة الأعضاء في مجلس النواب، من بينهم جمهوريون من ذوي الخلفيات المتعلقة بالأمن القومي، برسالة إلى الرئيس بايدن، تقول فيها إن تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية أمر غير مقبول، وإن الاستراتيجية العسكرية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليست في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة إسرائيل.
جرائم الاحتلال في غزة
وبالتزامن أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى 250، فيما أدانت "حماس" والسلطة الفلسطينية تصريحات نتنياهو بشأن "عمله على ترحيل سكان القطاع طوعاً" إلى بلدان أخرى.
المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أشار في تصريحات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي عبر منصة تليغرام إلى أنه قد "أصيب أكثر من 500 فلسطيني خلال 24 ساعة".
يحدث هذا في وقت يواصل فيه الاحتلال قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة، فقد ذكر شهود عيان وقوع إصابات إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الأمل غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما نفذت طائراته سلسلة غارات على مخيم البريج ومنطقة جحر الديك وسط قطاع غزة وخان يونس جنوبي القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الإثنين 20 ألفاً و674 قتيلاً، و54 ألفاً و536 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.