قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنه وبعد خمس سنوات من إطلاق إسرائيل عملية درع الشمال لتدمير أنفاق حزب الله التي تصل إلى شمال إسرائيل، سادت مخاوف من عودة تهديد أنفاق حزب الله للظهور، خاصةً أن حزب الله يتمتع بخبرة واسعة في حفر الأنفاق. ولكن تبين أن أنفاق حماس أكبر وأكثر اتساعاً بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.
في حين طرح السؤال حول أنفاق حزب الله وقوتها بعد الكشف عن نفق ضخم لـ"حماس" بالقرب من معبر إيريز. كان النفق واسعاً بدرجة تكفي لمرور سيارة في أجزاء منه. واكتشف الجيش الإسرائيلي أيضاً أنفاقاً ضخمة أخرى. ورغم العثور على 1500 مدخل نفق، يُعتقد أنه توجد آلاف أخرى.
إسرائيل تبحث عن أنفاق حزب الله
من جانبه نقل موقع Ynet عن قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، الميجور جنرال أوري غوردين، قوله للمجالس الإقليمية في الشمال، إن المعلومات عن تهديد الأنفاق لن تُحجب. وقال غوردين إن الجيش الإسرائيلي "يجري عمليات تفتيش لتحديد موقع أي بنية تحتية إرهابية فوق وتحت الأرض. وإذا توصلنا إلى تهديد، فلن نخفيه عن أحد".
في سياق متصل أشار مركز ألما للأبحاث والتعليم، الذي يركز على تهديدات الشمال، في 18 ديسمبر/كانون الأول، إلى أنه "بعد الكشف عن نفق حماس الاستراتيجي في غزة (17 ديسمبر/كانون الأول)، أصبحت شبكة وكلاء إيران واضحة. حزب الله في المقدمة، وبعده الجماعات الأخرى. ولو أن هذه قدرات حماس، فما قدرات حزب الله في بناء الأنفاق الاستراتيجية؟".
وهذه الأنفاق بُنيت بمساعدة كوريا الشمالية، حسبما أشار تقرير لمركز ألما في يوليو/تموز عام 2021 والذي أعده الباحث تال بيري: "في تقديرنا، بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ حزب الله، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعاً لبناء شبكة أنفاق في لبنان، وهي شبكة أكبر بكثير من أنفاق حماس (في تقديرنا، استعانت حماس بالخبرة الإيرانية والكورية الشمالية لبناء أنفاقها أيضاً)".
ويبلغ طول أحد هذه الأنفاق 45 كيلومتراً، وهي أنفاق استراتيجية يمكن للسيارات أن تتنقل خلالها أيضاً.
أنفاق من بيروت لجنوب لبنان
في مايو/أيار عام 2021، نشرت شبكة "كان" تقريراً عن نفق يُفترض أنه يمتد من بيروت إلى جنوب لبنان. والسياق العام لتهديد أنفاق حزب الله هو أن جزءاً من هذا التهديد كان معروفاً بالفعل. وفي الواقع، اختارت إسرائيل تأجيل عملية بغزة في خريف عام 2018 لصد تهديد الأنفاق على الحدود الشمالية.
وفي مايو/أيار عام 2021، وخلال الحرب على حماس، استهدف الجيش الإسرائيلي أيضاً شبكة أنفاق حماس. على أنه يُعتقد الآن أن شبكة أنفاق حماس أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً. وهنا تكتسب المخاوف إزاء أنفاق حزب الله اهتماماً جديداً.
في حين قال الجيش الإسرائيلي: "منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، اكتشفت قوات الجيش الإسرائيلي قرابة 1500 من مداخل الأنفاق الإرهابية ومسارات الأنفاق التابعة لحماس. من المهم أن نوضح أن هذه البنية التحتية تحت الأرض هي أحد العناصر الرئيسية في عمليات حماس الإرهابية".
في سياق مواز يراقب حزب الله التطورات بغزة، ويحسب أيضاً تحركاته المقبلة. ونفذ العديد من الهجمات على إسرائيل، لكنه تكبد خسائر أيضاً. وجنوب لبنان ليس مثل غزة، فتضاريسه مختلفة، عبارة عن تلال صخرية ووديان. وفضلاً عن ذلك، فـ"حماس" تبني أنفاقاً تحت المدن، لكن حزب الله يعمل في قرى وبلدات.
وكان حزب الله بشكل عام، أكثر تطوراً من حماس. لكن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كشف عن قدرات حماس وأثار العديد من التساؤلات عن قدرات حزب الله. وبعد إجلاء المدنيين الإسرائيليين من الحدود الشمالية، تغيرت المعادلة في الشمال قليلاً أيضاً. ومع ذلك، تظل التساؤلات حول أنفاق حزب الله، ونوعيتها، وكيف تشكل تهديداً، قائمة.