قالت أسيرتان إسرائيليتان أُفرج عنهما في عملية التبادل الأخيرة مع حركة حماس، إن المقاومة في غزة سمحت لهما بممارسة الرياضة خلال فترة الاحتجاز التي استمرت أكثر من شهر، مشيرتين إلى أنهم يعتبرون المرأة مقدسة وملكة.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة 12 الإسرائيلية، إذ أوضحت إحدى الأسيرتين: "عندما دخلنا إلى قطاع غزة طلبت من السائق أن نظل معاً (في إشارة إلى الأسيرة التي تجلس بجوارها في اللقاء التلفزيوني)، فردّ: طبعاً طبعاً، وحقاً بقينا معاً، وهذا ما فاجأني".
وتابعت الأسيرة: "كانت لدي مخيلة في رأسي بأني سأظل مكبلة في السجن وأن أجال وتال سيعيشان في غزة، وأننا سننتقل هنا وستنتهي كل حياتنا".
وردت على سؤال المذيع: "ماذا قال المقاومون عندما كنت تمارسين الرياضة؟"، قالت: "قالوا: برافو وإنه مهم جداً أن أقوم بهذا".
وردت أيضاً الأسيرة: "المرأة بالنسبة لهم مقدسة، هناك المرأة كالملكة، وأطلقوا عليّ اسماً جديداً وهو سلسبيل".
فيما قالت الأسيرة الثانية: "إنهم كانوا يتحدثون معاً عن جلعاد شاليط ويبتسمون، وكانوا يستهزئون"، مشيرة إلى أنه "كان لديها الشعور نفسه بأنها ستبقى هنا (في إشارة إلى غزة) عدة سنوات، كان الحراس يتحدثون عن ذلك ويقولون إن الدولة (إسرائيل) لا تهتم وما يهمها هو الحرب".
وتابعت: "كنا أحياناً نقوم بالمشي في المنزل الذي كنا نحتجز فيه حتى نقوم بتحريك أجسامنا وعظامنا، وكانوا يقولون لي: إذا كنت تريدين الذهاب إلى الصالون فقط أبلغينا بذلك".
وزادت: "كانوا أحياناً يجلسون ويقومون بمراقبتنا، وكنت أخاف أن يأتي الجيش (إسرائيل) في أي لحظة لمحاولة إنقاذنا، كنت أخشى من ذلك، لأن عناصر الحراسة كانت قريبة منا".
كما أشارت إلى "أنها لعبت مع أحد الحراس مبارزة الأيدي، لكنه وضع منشفة على يديه؛ حتى لا يلمسني".
وأظهرت الشهادات الجديدة حرص المقاومة في غزة على الأسرى لدرجة حمايتهن من القصف الإسرائيلي، ومعاملتهن كضيوف وفق تعاليم الإسلام الذي يحرم التعرض للنساء.
ومنذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عملية توغل بري بقطاع غزة، بدأت بمنطقة الشمال قبل أن تتوسع إلى وسط وجنوب القطاع، وسط مقاومة شرسة من حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية، واعتراف مسؤولين إسرائيليين بأن جيشهم يدفع "ثمناً باهظاً" في غزة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هجوم "طوفان الأقصى" على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة، قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 8000 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت "20 ألفاً و258 شهيداً و53 ألفاً و688 حريقاً معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.