قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الناس في غزة يواجهون الجوع، ويبيعون ممتلكاتهم مقابل الغذاء، وذلك في الوقت الذي لا تصل فيه المساعدات الإنسانية المطلوبة منذ فترة طويلة إلى المواطنين.
وكتب غيبريسوس تدوينة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "هناك جوع، والمجاعة تلوح بالأفق في غزة".
وأوضح: "يواجه الناس الجوع ويبيعون امتعتهم مقابل الغذاء، الآباء والأمهات يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثي على صحة الناس في قطاع غزة".
وتابع بأن "4 من 5 أسر في شمال غزة، ونصف الأسر المهجَّرة في الجنوب، تقضي أياماً وليالي كاملة دون طعام.. هذا أمر مفجع".
وشدد غيبريسوس على أن الصراع الذي طال أمده حال دون الوصول إلى الغذاء المطلوب وغيره من المساعدات الإنسانية المُنقِذة للحياة.
وأشار إلى أن النازحين بسبب الظروف الصعبة في فصل الشتاء يتكدسون في الملاجئ، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى زيادة انتشار الأمراض.
وأكد غيبريسوس أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر.
وقال غيبريسوس: "ولوقف المجاعة تدعو منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إلى تحسين عاجل للأمن الغذائي، من خلال تسريع تدفق المساعدات إلى غزة، ولا بد من استعادة الخدمات مثل الصحة والمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة العامة.
وفي تقرير نُشر الخميس، 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، قالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن كل سكان غزة، وعددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم.
وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم، وفقاً لوكالة رويترز.
وقالت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لغزة "يوجد خطر وقوع مجاعة، ويتزايد كل يوم يستمر أو يتفاقم فيه الوضع الحالي من أعمال العنف المكثفة، وتقييد دخول المساعدات الإنسانية".
وتَسبَّب العدوان الإسرائيلي البري، وعمليات تفتيش المساعدات التي تطالب بها دولة الاحتلال، وانقطاع الاتصالات، ونقص الوقود في عرقلة توزيع المساعدات في غزة.
"أزمة جوع غير مسبوقة"
وقال عارف حسين، كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث في برنامج الأغذية العالمي: "هذا التقرير يؤكد نوعاً ما أسوأ مخاوفنا"، واصفاً الأزمة بأنها "غير مسبوقة".
وأضاف لوكالة رويترز في مقابلة: "أفعل هذا منذ العشرين عاماً الأخيرة أو يزيد، ذهبت إلى أفغانستان، وذهبت إلى اليمن، وإلى سوريا، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وشمال شرق نيجيريا، لكن لم أشهد قطّ حدوث أمر بهذا السوء بهذه السرعة".
وخلصت اللجنة إلى أن أسرة من كل أربع أسر على الأقل، أو 577 ألف شخص، في غزة، تواجه بالفعل جوعاً كارثياً، وتعاني من النقص الشديد في الأغذية، والتضوّر جوعاً، واستنفاد قدرات العيش.
وقال حسين إن ذلك أكثر بأربعة أمثال من عدد مَن يُقدَّر أنهم يواجهون جوعاً كارثياً في بقية أنحاء العالم.
وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعضَ الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10% فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن 20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.