أفادت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلاً عن أشخاص مطلعين بأن حملة الاغتيالات التي أعلنها الاحتلال في وقت سابق ضد قادة حماس ستؤدي على الأرجح إلى نتائج عسكية ولن تكون عملية أو فعالية.
وكشف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن استراتيجية جديدة تسمى "عملية نيلي Nili"، الغرض منها استهداف كبار قادة حركة حماس. وأصدر نتنياهو تعليماته للموساد "باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا". وشبّه رئيس الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، هذه الحملة باغتيالات عملية ميونيخ، في إشارة إلى الاغتيالات السرية التي نفذتها إسرائيل بعد هجوم الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972.
وقال البروفيسور كوبي مايكل، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "نعي أن علينا أن نصل إلى جميع قيادات حماس.. لأننا لن نشل هذه الحركة دون القضاء على هذه الشخصيات المؤثرة. تورطوا بدرجة كبيرة في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول القاتل ولا بد أن يدفعوا الثمن"، على حد قوله.
المخابرات الإسرائيلية تشعر بالمهانة
لكن ليس الجميع مقتنعين بهذه العمليات. يقول يوسي ميلمان، الصحفي والمؤلف الذي يغطي أخبار أجهزة الأمن الإسرائيلية منذ عقود من الزمن، إن استراتيجية الاغتيالات "لا تحل شيئاً"، وأضاف: "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مغرمة بالاغتيالات، والآن تشعر بالخجل والمهانة وتريد رد اعتبارها".
فيما أشار آخرون إلى أن الإشارات العلنية المتكررة إلى الحملة تعبر عن رغبة المسؤولين في طمأنة الشعب الخائف الذي فقد الثقة بقدرة أجهزة الأمن وحكومة الاحتلال على الحفاظ على سلامتهم.
وتساءل بعض المؤرخين عن إن كانت حملة الاغتيالات التي نفذها الموساد بعد ميونيخ استهدفت المتورطين بالفعل في الهجوم على الألعاب الأولمبية، وقالوا إنها ربما أتت بنتائج عكسية على المدى الطويل.
وقال ميلمان: "قتلنا مؤسس الجهاد الإسلامي وقتلنا مؤسس حماس عام 2004. وحتى حين يكون لهذه الاغتيالات تأثير استراتيجي حقيقي، مثلما حدث مع اغتيال مغنية، فإنه لا يدوم طويلاً.. حزب الله لا يزال حياً ونشطاً".
والاغتيالات لا يكون لها تأثير رادع بالضرورة، وهو الهدف الرئيسي لهذه الحملات.
فحين أجرت صحيفة The Guardian مقابلات مع خمسة فلسطينيين استهدفتهم عمليات اغتيال على مدى أكثر من 50 عاماً، قال جميعهم إن محاولات اغتيالهم من أجهزة المخابرات لدى الاحتلال لم تؤدِّ إلا إلى تعزيز قناعاتهم وزيادة المنضمين إلى الفصائل التي ينتمون إليها.
وقال توفيق الطيراوي، رئيس استخبارات فتح السابق الذي نشط في السبعينيات، لصحيفة The Guardian: "في الواقع، كان هناك تبادل في الاغتيالات بيننا وبين الإسرائيليين. وهي لم تردعنا. بل زادت حماستنا للقتال".
ويشار إلى أنه في وقت سابق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أصدر تعليماته لجهاز الموساد "باستهداف قادة حماس أينما كانوا".
ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للصحة الفلسطينية في القطاع والأمم المتحدة.