كشف استطلاع رأي أُجري حديثاً أن 96% من السعوديين يرون أن الدول العربية يجب أن تقطع جميع علاقاتها مع إسرائيل؛ احتجاجاً على ما تفعله القوات الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة، بحسب The New York Times الأمريكية، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023.
الصحيفة أوضحت أن هذه النتائج تشير إلى أن هناك عائقاً جسيماً يعترض مساعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوسط في اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية.
ووفقاً للاستطلاع الذي أجراه "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، وهي منظمة بحثية أمريكية مؤيدة لإسرائيل في العموم، فإن 40% من السعوديين المشاركين أعربوا عن مواقف إيجابية تجاه حركة حماس الفلسطينية، على حين أن النسبة كانت 10% فقط في استطلاع آخر أُجري قبل عدة أشهر من الحرب.
وحسب استطلاع الرأي الذي شارك فيه 1000 سعودي في الفترة من 14 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/كانون الأول، "لم يؤيد سوى 16% فقط من المشاركين الرأيَ القائل بأن حماس يجب أن تتوقف عن السعي إلى تدمير إسرائيل والقبول بإنشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية، أي "حل الدولتين" الذي تصرح الحكومة السعودية بتأييده".
إلى ذلك، يقول المحللون إن السعودية، وإن باتت أكثر سلطوية على مدى السنوات الثماني الماضية، فإن الزعيم الفعلي للبلاد، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا يزال يتعين عليه أن يأخذ الرأي العام في الاعتبار عند النظر في قراراته.
حين بدا قبل الحرب أن مساعي التوسط الأمريكية لاتفاق "تطبيع" سعودي إسرائيلي قد أخذت تكتسب زخماً متزايداً، أكَّد محللون سياسيون ومسؤولون أمريكيون وبعض المسؤولين السعوديين أن الشباب في السعودية باتوا أقل اهتماماً بالقضية الفلسطينية من الأجيال السابقة، ومن ثم فهم أكثر تقبلاً لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وبالنظر إلى أن السعودية لا تصدر عنها استطلاعات رأي منتظمة وموثوقة، فلا يُعرف مدى صحة المزاعم التي ترددت قبل الحرب عن قلة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتقبل التطبيع مع إسرائيل. إلا أنه منذ بداية العدوان على قطاع غزة، انتشر الدعم الصريح للقضية الفلسطينية، وتزايدت كراهية إسرائيل بين السعوديين من جميع الأعمار.
وعلى الرغم من أن نسبة الآراء الإيجابية بشأن حماس في الاستطلاع لا تزال أقلية، فإنها نسبة جديرة بالاعتبار، لا سيما إذا استحضرنا أن المواطنين السعوديين معرضون للاعتقال والمحاكمة إذا صرحوا بتأييدهم للجماعة الفلسطينية المسلحة.
وقبل شهر واحد من الحرب، قال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية أجراها في سبتمبر/أيلول، إن المحادثات بين المسؤولين السعوديين والأمريكيين تقترب كل يوم من التوصل إلى اتفاق تعترف بمقتضاه السعودية بدولة إسرائيل لأول مرة.
وكان المسؤولون السعودية يضغطون من أجل تنازلات أكبر من الولايات المتحدة -منها إتاحة التكنولوجيا النووية الأمريكية، والحصول على ضمانات أمنية- مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
السعوديون لا يصدقون أن حماس قتلت مدنيين
في المقابل، كشف استطلاع معهد واشنطن أن 95% من السعوديين لا يصدقون أن حماس قتلت مدنيين في هجماتها على القواعد العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال 87% من السعوديين المشاركين في الاستطلاع، إن الحرب أظهرت "أن إسرائيل شديدة الضعف، ومشحونة بالانقسامات الداخلية إلى حدٍّ يجعل من اليسير هزيمتها ذات يوم".
ولم يؤيد سوى 5% من المشاركين الدعوات التي تقول إن على السعوديين "إظهار المزيد من الاحترام ليهود العالم، وتحسين العلاقات معهم".
ومع ذلك، فقد وجد الاستطلاع أن غالبية السعوديين يؤيدون الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وليس النهج العسكري. وقال ثلاثة أرباع المشاركين إنهم يؤيدون بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية العربية لتحقيق السلام بين الجانبين.