أظهرت تحليلات استخبارية أمريكية جديدة أن مصداقية حماس ونفوذها تناميا بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبدء الرد العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط وخارجه، وفق ما ذكرته شبكة سي إن إن الأمريكية، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبحسب التحليل الاستخباراتي، فإن الحملة الجوية الإسرائيلية التي تسببت في مقتل آلاف المدنيين داخل غزة، "تمكنت حماس من تقديم نفسها على أنها الجماعة الوحيدة التي تقاتل ضد ظالم وحشي يقتل النساء والأطفال".
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين مطلعين على التقييمات المختلفة أن حركة حماس نجحت في وضع نفسها في بعض أجزاء العالم العربي والإسلامي كمدافع عن القضية الفلسطينية ومقاتل فعال ضد إسرائيل.
الشبكة الأمريكية أوضحت أن التقييمات المختلفة تم تداولها داخل الحكومة الأمريكية؛ حيث بدأ مسؤولو إدارة بايدن يحذرون علناً من أن عدد القتلى المدنيين بسبب القصف الإسرائيلي يهدد بزيادة شعبية حماس في الأراضي الفلسطينية، وأماكن أخرى في المنطقة.
وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن تأييد حماس في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ارتفع من 12% في سبتمبر/أيلول إلى حوالي 44% في ديسمبر/كانون الأول. وفي الأردن، حيث أكثر من نصف السكان من أصل فلسطيني، هتف المتظاهرون في الشوارع دعماً لحماس.
إلى ذلك، قال جوناثان بانيكوف، مسؤول المخابرات السابق المتخصص في المنطقة، إن حماس الآن، خاصة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، "يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها المجموعة الوحيدة التي تفعل شيئاً فعلياً ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وفي الوقت نفسه، يشعر مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون أيضاً بقلق عميق من أن نجاح حماس قد يجعلها مصدر "إلهام للجماعات المسلحة المنتشرة في جميع أنحاء العالم".
كما أكد العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا إلى شبكة CNN حول وجهات النظر الواسعة لمجتمع الاستخبارات حول الدعم الشعبي لحماس، أنه من الصعب للغاية قياس "التأثير".
وأشار مسؤول في الإدارة الأمريكية إلى أن التقييمات السابقة حول ارتفاع شعبية حماس في أعقاب الهجمات البارزة أثبتت أنها "عابرة" وفق قوله.