أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، مساء الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن مقاتليهم قد تمكنوا خلال الساعات الـ72 الأخيرة، من تدمير 41 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً، وقتل 25 جندياً وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة.
جاء ذلك في تغريدة لأبو عبيدة عبر تليغرام، أكد فيها كذلك استهداف القوات الإسرائيلية المتوغلة، بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم، حيث تم تفخيخ نفقين ومنزل وتفجيرهما في جنود الاحتلال، إضافة إلى عملية قنص استهدفت أحد الجنود.
كما أكد أبو عبيدة دك مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال بقطاع غزة، وإمطار مدينة تل أبيب وسط الكيان برشقة صاروخية، إضافة إلى إطلاق وابل من الصواريخ تجاه مستوطنة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة.
في السياق، أشار القيادي بحركة "حماس" أسامة حمدان، في تصريح جديد، إلى أن "شعب فلسطين لن يتوقف إلا بتحقيق النصر، ويدرك أنه لا يمكن الرجوع إلى الوراء، وليس له من طريق إلا تحقيق النصر وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس"، داعياً إلى "تحرك عالمي فوري وعاجل لفضح أفعال الاحتلال ومحاسبته".
ولفت حمدان إلى أن "رسالتنا لعائلات الأسرى الإسرائيليين: إن أزمتكم تكمن في نتنياهو الذي يعطل الإفراج عنهم، وإدارة بايدن شريكة الاحتلال تؤجل انعقاد مجلس الأمن وإقرار القرار المقدم إليه بدخول المساعدات إلى غزة".
وشدد على أن حركة حماس "تقول لإدارة بايدن: أنتم شركاء في الجريمة بغزة، وستكون هذه الدماء لعنة تلاحقكم إلى الأبد، وهذه الإدارة شريكة في العدوان على غزة وهي من تمنع وقفه".
ودعا حمدان "الأونروا" إلى "إغاثة النازحين، لاسيما في شمالي القطاع الذي يفتقد مقومات الحياة"، لافتاً إلى أن "الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية، ويقوم باقتياد أفراد من أبناء شعبنا لتعذيبهم وإجبارهم على الإدلاء باعترافات"، مثمناً "المواقف الشجاعة للقوات المسلحة اليمنية وأنصار الله في منع مرور السفن إلى كيان الاحتلال".
إسرائيل تتهيأ لتنازلات
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تهيّئ تل أبيب مواطنيها لاحتمال اتخاذ قرارات صعبة تشمل تقديم تنازلات كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين تصنّفهم "خطيرين"، في إطار التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".
وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت أسبوعاً بين إسرائيل و"حماس"، تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين، وإدخال مساعدات إغاثية قليلة، وكميات وقود محدودة إلى القطاع.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "تناقش إسرائيل مع الوسطاء إطلاق سراح عشرات المختطفين الإسرائيليين، مع إعطاء الأولوية للنساء اللواتي لم يتم إطلاق سراحهنّ بموجب الصفقة السابقة، والمختطفين المسنين الذين أصيبوا في أثناء الأسر والمصابين بأمراض مزمنة".
ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي مُطّلع على تفاصيل المفاوضات، لم تسمّه، قوله: "يجب أن يكون الجمهور الإسرائيلي مستعداً لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الخطيرين".
والمقصود بالأسرى الخطيرين هم المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الصادرة بحقهم أحكام مشددة جداً.
وفي هذا السياق "اجتمع رئيس الموساد ديفيد بارنياع ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الإثنين، في وارسو عاصمة بولندا، بهدف بدء صفقة تبادل جديدة"، وفق الهيئة العبرية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لم تسمّه، قوله: "سيكون الأمر أصعب بكثير من صياغة الاتفاق السابق".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تدرس جميع الخيارات كجزء من محاولات التوصل إلى اتفاق مع حماس، وضمن ذلك إطلاق سراح السجناء الخطيرين".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفاً و667 قتيلاً، و52 ألفاً و586 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسرت "حماس" نحو 240 بادلت 110 منهم مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام وانتهت في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.