أصيب عدد من المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوب)، مساء الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بحالات اختناق وإغماء بعد تعرضهم للرش بغاز الفلفل من قبل مستوطنين إسرائيليين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه الإدانات الدولية حول عنف المستوطنين في الضفة.
يقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل وهي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
اختناق وإغماءات وحروق
فقد ذكرت الوكالة: "أصيب عدد من المصلين مساء الإثنين، بحالات اختناق وحروق، جراء رشهم بغاز الفلفل من قبل المستعمرين (المستوطنين)، بالتزامن مع صلاة العشاء في الحرم الإبراهيمي وسط الخليل".
من جانبه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقه تعاملت مع "إصابتين بغاز الفلفل في الحرم الإبراهيمي بالخليل ونقلتهما إلى المستشفى".
كذلك، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، اطلعت عليه الأناضول، يُظهر مصلين يسعلون متأثرين بالغاز، بعضهم ملقى على الأرض، ويقول متحدث فيه: "المستوطنون رموا علينا غاز".
فيما لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية تعليق على الحادثة، لغاية الساعة الـ20:00 (ت.غ).
وفجر 25 فبراير/شباط 1994، ارتكب مستوطن إسرائيلي مجزرة في المسجد أدت إلى استشهاد 29 مصلياً، وعلى أثر ذلك شكلت إسرائيل لجنة انتهت إلى تقسيم المسجد بواقع 63% لليهود فيه تقع غرفة الأذان، و37% للمسلمين.
ووفق تقريرين لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، فقد "منع الجيش الإسرائيلي رفع الأذان 142 وقتاً في المسجد خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، و62 وقتاً خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
إدانة دولية واسعة
فقد جدد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دعوته إلى فرض عقوبات على المستوطنين اليهود الذين يرتكبون أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
كما أشار بوريل في منشور على منصة "إكس"، إلى أن "الوضع الإنساني المتفاقم في غزة والعنف المتزايد للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية وانقطاع ممرات الشحن في البحر الأحمر تشكل مخاطر في المنطقة"، وأن هذه المخاطر "قد تزيد أكثر".
في تصريح للصحفيين عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ذكر بوريل أن مسألة فرض عقوبات على المستوطنين اليهود الذين ارتكبوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية تمت مناقشتها مع الدول الأعضاء، ولكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء حتى الآن.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إن انتهاكات المستوطنين غير الشرعيين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية "أمر غير مقبول"، وذلك في تدوينة نشرتها على منصة "إكس"، الأحد، تزامناً مع زيارتها للضفة الغربية المحتلة التي وصلت إليها قادمة من إسرائيل.
وعلى هامش زيارتها للضفة، التقت كولونا في قرية "المزرعة القبلية" مزارعي زيتون فلسطينيين ممن استولى المستوطنون الإسرائيليون على محصولهم من الزيتون بعد إخراجهم من حقولهم.
وتعليقاً على ذلك، قالت الوزيرة في تدوينتها إن مثل هذه الممارسات "تقوّض منظور الحل السياسي، وتضعف السلطة الفلسطينية، بل يمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية".
كما أشارت إلى تسارع أنشطة الاستيطان غير الشرعية في الضفة الغربية، واصفةً هذه التطورات بأنها "انتهاك علني للقوانين الدولية".
الوزيرة الفرنسية أكدت كذلك أن انتهاكات المستوطنين غير الشرعيين بحق الفلسطينيين عبر حرمانهم من أراضيهم وحقوقهم "أمر غير مقبول، وسيتم القيام بما يلزم" حيال ذلك، وفق تعبيرها.
يشار إلى أنه وفق توثيق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون أكثر من 2270 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال 2023، أسفرت عن مقتل 17 فلسطينياً وأدت إلى أضرار في الممتلكات.
ويكثف الجيش الإسرائيلي عملياته في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.