كشفت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن جماعة الحوثي اليمنية نفذت هجومين على سفينتين تجاريتين في جنوب البحر الأحمر، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول، واستخدمت خلالهما طائرة مسيرة وصاروخاً باليستياً، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
القيادة المركزية الأمريكية أوضحت: "تعرضت سفينة نقل المواد الكيميائية/النفط سوان أتلانتيك لهجوم بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه، وصاروخ باليستي مضاد للسفن، أُطلقا من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
كما قالت إنه في الوقت نفسه تقريباً أبلغت سفينة البضائع السائبة كلارا عن انفجار في مياه بالقرب من موقعها. وهذا الهجوم منفصل عن الهجوم على السفينة سوان أتلانتيك". وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات خلال أي من الحادثين.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الإثنين، ندد فيه بهجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية في المياه الدولية في البحر الأحمر.
أضافت الوزارة في بيان "ندد الوزير أيضاً بالهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العاملة في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وحث على التعاون بين جميع الشركاء لدعم الأمن البحري".
عملية دولية ضد جماعة الحوثي اليمنية
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة شنتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في اليمن.
قال أوستن خلال وجوده في البحرين إن الدول المشاركة تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا. وأضاف أنهم سيقومون بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
كما أضاف وزير الدفاع الأمريكي في بيان "هذا تحدٍّ دولي يتطلب عملاً جماعياً. ولذلك أعلن اليوم عن إطلاق (عملية حارس الازدهار)، وهي مبادرة أمنية مهمة جديدة متعددة الجنسيات"، حسب ما نقلته وكالة رويترز.
بينما لم يجب بيان أوستن عن العديد من الأسئلة، ومنها ما إذا كانت تلك الدول مستعدة لفعل ما فعلته السفن الحربية الأمريكية في الأيام القليلة الماضية من إسقاط صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون والاندفاع لمساعدة السفن التجارية التي تتعرض للهجوم.
خلافات بين السعودية والإمارات
بينما اصطدمت المساعي الأمريكية لمواجهة هجمات الحوثيين على السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم، بالخلافات بين حلفاء واشنطن العرب، خاصةً السعودية والإمارات، وفق ما نقلته وكالة "Bloomberg" الأمريكية، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول، عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على الأمر.
إذ تدعم اثنتان من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الأهلية الطويلة الأمد في اليمن، السعودية والإمارات، الفصائل المتنافسة ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، وقالت المصادر إن مواقفهم المختلفة تعقِّد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة رد متماسك على الجماعة.
إذ تضغط الإمارات من أجل القيام بعمل عسكري، وتريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم "إرهابيون"، وفقاً لمسؤول يمني تدعمه أبوظبي.
فيما تقول إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: "يعتقد الإماراتيون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم".
في المقابل، تدعم الرياض نهجاً أكثر اعتدالاً، خوفاً من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز جماعة الحوثي اليمنية لتصبح أكثر عدوانية، وفقاً لأحد أعضاء الفريق السعودي الذي يتفاوض مع الحوثيين.
كما قال المصدر إن ذلك قد يعرِّض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن، ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع المتمردين.