ذكرت صحيفة "El Pais" الإسبانية، في تقرير لها، السبت، 17 ديسمبر/كانون الأول 2023 أن أكثر من 10 آلاف فنان ومفكر وصحفي وقعوا على بيان بعنوان "يجب وقف الحرب.. لا إرهاب ولا إبادة جماعية"، يدعون فيه إلى وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن البيان المذكور أتيح للتوقيع خلال الفترة بين 17 أكتوبر/تشرين الأول و17 ديسمبر/كانون الأول 2023 في إطار حملة دولية تطالب بوقف الحرب في غزة.
وخلال هذه الفترة، وقعّ 10 آلاف و327 شخصاً على البيان، منهم نحو 8 آلاف شخص من المواطنين الإسبان، إلى جانب شخصيات أخرى من 31 دولة.
مطالب بوقف الحرب في غزة
برز مطلب "الوقف الفوري والمطلق لإطلاق النار" بين المطالب الأخرى التي دعت إسرائيل لوقف القصف والامتثال للقانون الدولي وتفعيل ممر إنساني، إلى جانب دعوة حماس لـ"وقف الهجمات الإرهابية" والإفراج عن "الرهائن"، على حد تعبير البيان.
كما طالب البيان بضرورة التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق سلام قائم على حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين.
تحقيق دولي بخصوص حرب غزة
في سياق متصل، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (Euro-Med)، بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين فلسطينيين مدنيين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
وقال المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، في بيان، السبت، إنه تلقى "شهادات وشكاوى من طواقم طبية وإعلامية تؤكد أن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياءً في ساحة المستشفى قبل انسحابها منه".
وأشار المصدر إلى أنه "كان بالإمكان مشاهدة أحد الجثامين على الأقل وسط أكوام الرمال، وسط تأكيد مواطنين أنه كان مصاباً قبل دفنه وقتله".
ولفت إلى أنه "قبل نحو 9 أيام اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المستشفى، واعتلى قناصة الجيش الإسرائيلي البنايات العالية وشرعوا في إطلاق النار على أي شخص يتحرك بالمنطقة".
وأكد المرصد أن فرقه "تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى". وشدد على ضرورة "فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والطواقم الطبية على مدار الأيام الماضية".
وأفاد البيان، أنه "بعد عدة أيام من الاعتداءات المتكررة والحصار نفذت جرافات الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، عمليات تجريف داخل المستشفى، ودمرت بالكامل الجزء الجنوبي منه، قبل أن تنسحب منه مخلفة دماراً هائلاً".
وذكر أنه "خلال اقتحام المستشفى، دمرت القوات الإسرائيلية البوابات الخارجية، وجزءاً من مبنى الإدارة والصيدلية وأحرقت مخزن الأدوية قبل تدميره، ودمرت بئر المياه ومولد الكهرباء ومحطة الأوكسجين".
وأردف أن القوات الإسرائيلية "عملت حفرة كبيرة في ساحة المستشفى، ونبشت حوالي 26 جثة لقتلى دفنوا في أوقات سابقة في المكان لتعَثّر دفنهم في المقابر، حيث عملت الجرافة على إخراجهم بشكل مهين لكرامة الميت".
وأكد المرصد تلقيه "شهادات عن وفاة أحد المسنين نتيجة الجوع والعطش داخل المستشفى، ووفاة آخر بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية تجاهه أحد كلابها، فيما مات عدد من الأطفال ومريضان كانا داخل غرفة العناية المركزة، نتيجة عدم تلقيهم الرعاية الصحية الملائمة".
وقال إن "الفظائع التي اقترفتها القوات الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان، امتداد لهجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة، على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية، ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 هدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، وهو ما يشكّل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني".
دفن مواطنين أحياء في كمال عدوان!
من جانبها، طالبت فلسطين، السبت، بالتحقيق في معلومات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي دفن مواطنين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة: "المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى (كمال عدوان)، وأن بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل الاحتلال".
أما يوم السبت، فقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة منير البرش، للأناضول، إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب كارثة إنسانية، وحوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة عسكرية، وتعمد إذلال الكوادر الطبية والجرحى".
من جانبه، أفاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، الذي زار المستشفى بعد أن انسحبت منه القوات الإسرائيلية، بأن "ما فعله الاحتلال الإسرائيلي داخل مستشفى كمال عدوان، جريمة مروعة بحق الأهالي والطواقم الطبية".
يذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.