كشفت شهادات جديدة لشهود عيان، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، تورط جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتل مدنيين ورهائن يوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر قصف أماكن وجودهم بالدبابات رغم معرفته المسبقة بوجودهم هناك.
وكانت الصحافة العبرية قد نشرت يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خبراً يفيد بمقتل 14 مواطناً إسرائيلياً بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، خلال هجوم لـ"حماس" على منطقة باري بغلاف غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقلت الصحافة الإسرائيلية الحادثة تحت عنوان "وحشية حماس".
تفاصيل جديدة عن محتجزي إسرائيل السابقين في غزة
المواطنة الإسرائيلية ياسمين بورات، التي كانت ضمن الرهائن المحتجزين بيد حماس في تلك المنطقة واستطاعت النجاة لاحقاً، كشفت في حوار إعلامي، أن سبب موت بعض الرهائن هو نيران الدبابات الإسرائيلية. وعقب حديث "بورات" للإعلام في هذا الخصوص، تبعتها في ذلك هداس دغان، صاحبة المنزل الذي كان يُحتجز فيه الرهائن.
وفي حوار أجرته معها قناة 12 العبرية، كشفت "دغان" عن استهداف الجيش الإسرائيلي بنيران الدبابات والأسلحة الثقيلة، منزلها الذي احتجز فيه عناصر حماس رهائن إسرائيليين.
وأضافت القناة أن 14 شخصاً من الرهائن بينهم زوجها، قضوا في هذا المنزل، فيما علقت على لحظات وصول الجنود الإسرائيليين إلى أمام المنزل بالقول: "حينها أيقنت بوضوحٍ أن دورنا كان يتمثل في تشكيل جدار بشري بين قواتنا والطرف الآخر (حماس)".
"دغان" واصلت رواية لحظات مقتل زوجها وإصابتها هي بنيران الأسلحة الثقيلة التي أطلقها الجنود الإسرائيليون باتجاه المنزل، مبينةً أنها فقدت طفلين توأمين من أطفالها أيضاً في الحادثة نفسها.
شهادات تخص قتل إسرائيل أسرى في غزة
كانت الإسرائيلية ياسمين بورات قد كشفت في حوار إعلامي سابق، أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات إسرائيلية وعناصر من حماس كانوا يحاصرون المنزل.
وأضافت أنها وعقب النجاة من الاحتجاز، استجوبها الجيش الإسرائيلي 3 ساعات، حصل منها خلالها على معلومات مفصلة عن الموجودين داخل المنزل وعن الخريطة الداخلية للمنزل نفسه.
وأكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان على علم مسبق بوجود مدنيين داخل المنزل.
وأشارت إلى أنها وخلال تحقيق الجيش الإسرائيلي معها، سمعت لمرتين أصوات استهداف المنزل من قبل دبابة للجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أن ما كشفت عنه صاحبة المنزل يتوافق مع ما سمعته ورأته خلال لحظات الحادثة.
الطيار الإسرائيلي المقدم إيريز، قال إنه خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان مفهوماً أن الجيش فعّل "بروتوكول هانيبال"، الذي ينص على قتل الأسرى أيضاً، من أجل منع نقل المدنيين الإسرائيليين إلى غزة كأسرى.
وفي حديثه لصحيفة هآرتس حول الموضوع، قال إيريز: "يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تفعيله في مرحلة ما، لأنه عندما انكشف وضع الرهائن فإنه يتم تفعيل بروتوكول هانيبال، لكن هانيبال الذي كنا نطبقه منذ 20 عاماً، كان يتعلق بمركبة واحدة بها رهينة واحدة، ما نراه هنا هو هانيبال جماعي، كانت هناك فتحات كثيرة في الأسوار، وكان هناك آلاف الأشخاص في العديد من المركبات المختلفة، مع الرهائن وبدونهم.
تقييم إسرائيلي لـ"طوفان الأقصى"
في حين أنه وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت صحيفة هآرتس معلومات حول التقييم الأمني الذي أجراه مسؤولون أمنيون إسرائيليون فيما يتعلق بالهجوم الذي نفذته حماس من غزة في الـ7 من الشهر نفسه.
وفي تقييم كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بناءً على محاضر التحقيق مع عناصر من حماس وتحقيق الشرطة في الحادث، تبين أن حماس لم يكن لديها علم مسبق بالمهرجان الموسيقي الذي أقيم بالقرب من قطاع غزة.
وذكرت الأنباء أن تحريات الشرطة كشفت أن معظم الحاضرين في المهرجان تمكنوا من الفرار، لأنه تقرر إيقاف الحفل قبل نصف ساعة من سماع أول طلقة نارية.
وجاء في الخبر الذي ادعى أن التحقيق كشف أيضاً أن مروحية حربية إسرائيلية أطلقت النار على مدنيين أثناء إطلاقها النار على عناصر من حماس، وفقاً لمصدر في الشرطة: "يظهر التحقيق أن مروحية حربية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحادث، وفتحت النار على ما يبدو على الإرهابيين هناك، وأطلقت النار أيضاً على بعض الحاضرين في المهرجان".
وبحسب الشرطة، "قُتل 364 شخصاً في المهرجان".
مروحيات الاحتلال تستهدف مقاومي حماس
كما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أخباراً عن اللحظات التي تدخلت فيها مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم الذي نفذته حماس من غزة في 7 أكتوبر/تشرينول الأول، حيث أوردت الأخبار الوضع الذي عاشه الجيش الإسرائيلي أثناء التدخل.
وجاء في الادعاء، أنه "صدرت تعليمات لإرهابيي حماس بالاندماج ببطء مع الحشود وعدم التحرك تحت أي ظرف من الظروف، وهكذا حاولوا خداع القوات الجوية وجعلهم يعتقدون أن من هم في الأسفل كانوا إسرائيليين".
وأضافت: "نجح هذا الخداع لفترة من الوقت، ووجد الطيارون صعوبة في التمييز بين عناصر حماس ومن هو الإسرائيلي، ونجح الأمر لمدة من الزمن، وعندما أدرك الطيارون أنه من الصعب التمييز بين عناصر حماس والإسرائيليين، قرر بعضهم قصفهم بشكل مستقل دون الحصول على إذن من رؤسائهم، نحو الساعة الـ09:00 من يوم الهجوم".
إسرائيل تحذر الإعلام من كشف الحقيقة!
في السياق ذاته، فقد حذرت الشرطة الإسرائيلية وسائل الإعلام الوطنية، التي أفادت بأن مدنيين إسرائيليين ربما لقوا حتفهم في أثناء تدخل المروحيات الحربية الإسرائيلية خلال الهجوم الذي نفذته حماس من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وجاء في بيان الشرطة: "ندعو وسائل الإعلام في هذه الفترة بالتحديد إلى التحلي بالمسؤولية في تقاريرها، وإسناد أخبارها فقط إلى المصادر الرسمية".
وفي الرسالة المرسلة إلى الصحافة بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول، فرضت وحدة الرقابة العسكرية التابعة لمديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي حظراً مختلفاً على الأخبار المتعلقة بغزة، وطلبت إرسال جميع الأخبار والمرئيات المتعلقة بمسار الحرب وأنشطة الجيش إلى "وحدة الرقابة" قبل النشر.
وفي اللقطات التي بثتها القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في أثناء بثها من مستشفى برزيلاي بمدينة عسقلان شمال قطاع غزة، ذكر مراسل إسرائيلي أنه لا يستطيع تقديم معلومات حول حالة الجنود الذين تم إحضارهم إلى هنا، بسبب الرقابة المعلنة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المراسل أيضاً: "يجب أن نقول إن جميع المعلومات التي نقلناها لكم أمام مستشفى برزيلاي تم حجبها من قبل الجيش الإسرائيلي، يمكننا القول إن الجنود الجرحى جاءوا إلى هنا، لكن لا يسمح لنا بالحديث عنهم إلا بعد الحصول على إذن بذلك".
جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الإثنين، 18205 قتلى، و49645 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.