قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن القتال في قطاع غزة بات أشد خطورة وسيكون أكثر تعقيداً خلال الأسابيع المقبلة، وأضافت أن الأولَى بالجيش الإسرائيلي ألا يركن إلى هتافات النصر التي بدأت القنوات الإسرائيلية تتداولها خلال الأيام القليلة الماضية.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، يزعم جيش الاحتلال أنه يتحرك في غزة بشيء من البطء والحذر مع استخدام كثافة نيرانية كبيرة، وقد صُمم هذا النهج بحيث يُوقع أقصى قدر ممكن من الضرر بمقاتلي المقاومة الفلسطينية، ويقلل خسائر قوات الاحتلال بأكبر قدر ممكن في الوقت نفسه.
إلا أن هذه المعضلة، توضح صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ينشأ عنها التوتر بين أهداف الحرب الإسرائيلية والمهلة التي خصصتها الولايات المتحدة لبلوغ هذه الأهداف، فالأمريكيون بدأوا يراقبون بالفعل ساعة التوقيت لإنهاء الحرب.
فيما أعلن جيش الاحتلال أنه يأمل إنهاء معظم عملياته في شمال قطاع غزة خلال أسبوع تقريباً، ما يعني أن المعركة في خان يونس ستصبح أكثر أهمية بعد ذلك.
كما يسعى الاحتلال إلى التغلب على تشكيلات حماس القتالية المتحصنة هناك، واغتيال يحيى السنوار أو غيره من كبار قادة الحركة، الذين تزعم إسرائيل أنهم مختبئون في نطاق خان يونس.
من جهة أخرى، لا تستطيع إسرائيل السيطرة على حدة الأزمة الإنسانية في غزة، فقد أظهرت فحوصات الدم التي أجريت على بعض الأسرى الذين عادوا إلى إسرائيل أعراض إصابة بفيروسات خطيرة، ويرجح أن هذه الفيروسات قد تسللت إلى مياه الشرب في قطاع غزة.
يزيد من وطأة الأزمة نقص الغذاء والدواء، والعبء الهائل على المستشفيات، وهذه كلها علامات تُنذر بانتشار أمراض خطيرة في القطاع الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ أكثر من شهرين.
في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أدلت أسيرتان إسرائيليتان بعد عودتهما من غزة بشهادتهما عن شدة الخطر الذي شعروا به حينما كانت قنابل الطائرات الإسرائيلية تتساقط على مقربة من مكان الاحتجاز.
فيما لا يزال جيش الاحتلال ليست لديه صورة استخباراتية كاملة عن المواقع التي تخفي فيها حماس الأسرى، ولا شك في أن استمرار القتال يعرض حياتهم للخطر، وفق ما أوردته الصحيفة.
بينما يجري القتال حالياً في منطقة مكتظة بالمباني، ومن مسافة قريبة، وهي عوامل تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي أيضاً. وقد أعلن جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين، عن مقتل 8 جنود في معاركه بقطاع غزة، ومقتل جندي آخر متأثراً بجراحه التي أصيب بها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما أشارت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخوض المعركة الآن على 3 جبهات قتالية في الوقت نفسه، وتواجه في جميع هذه المعارك أشد مقاومة تواجهها منذ أن بدأت هذه الحرب. وربما ترجع شدة القتال إلى أن حماس تولي أهمية أكبر لحماية مقدراتها المتبقية.