أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقديره للموقف الأمريكي في مجلس الأمن، باستخدام حق النقض "الفيتو" لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال في بيان صحفي له يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواصل حربه على القطاع وذلك حتى تحقيق أهدافه، على حد قوله.
وقال نتنياهو، في كلمة له السبت، إن تل أبيب ستواصل حربها للقضاء على حركة حماس، وتحقيق الأهداف الأخرى التي وضعتها. وأضاف: "لا يمكن للدول الأخرى دعم القضاء على حماس والدعوة في نفس الوقت لوقف إطلاق النار بغزة".
نتنياهو يهاجم السلطة الفلسطينية
يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن منح السلطة الفلسطينية زمام الأمور في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب "ليس حلاً" للأزمة. وقال في تدوينات متلاحقة على منصة "إكس": "أولاً، لن تكون هناك حماس وسوف نقضي عليها، وثانياً، السلطة الفلسطينية ليست الحل".
ولم يصدر حتى الساعة 14:00 (ت.غ) تعقيب فوري من السلطة الفلسطينية على تدوينات نتنياهو، لكن الرئيس محمود عباس أكد مراراً أنه "لا حل أمنياً أو عسكرياً لقطاع غزة، وهو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
وكان نتنياهو أعلن مراراً في الأسابيع الماضية، آخرها الأربعاء الفائت، أنه لن يقبل عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وتعهد نتنياهو، مساء الأربعاء بألا يحكم الرئيس عباس قطاع غزة خلال ولايته، رداً على ما أوردته شبكة "سكاي نيوز" عن استعداد الأخير لتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية حكم قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية.
وكانت شبكة "سكاي نيوز" نقلت عن مصادر فلسطينية أن عباس أكد استعداد السلطة الفلسطينية لتولي الحكم في غزة والضفة بعد نهاية الحرب.
وتتعارض تصريحات نتنياهو مع موقف واشنطن التي أعربت مراراً عن وجوب أن تكون هناك "سلطة فلسطينية" بعد الحرب في قطاع غزة، دون توضيح ماهيتها، وأن يقود "الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة" عقب انتهاء الفترة الأمنية التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
ولم يوضح نتنياهو منذ بدء الحرب مخططه لمرحلة ما بعد انتهائها في قطاع غزة، حيث ينصب تركيزه على هدف واحد وهو "القضاء على حماس، ومنعها من القدرة على حكم القطاع". وسبق لنتنياهو أن قال إنه يريد "سيطرة أمنية إسرائيلية" على القطاع بعد الحرب، كما وجه انتقادات حادة إلى السلطة الفلسطينية في عدة مؤتمرات صحفية.
ومنذ فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006، تفرض إسرائيل حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على قطاع غزة، شددته منتصف عام 2007 عقب سيطرة الحركة على القطاع.
في سياق موازٍ، قالت وزارة الصحة في غزة السبت، إن ما لا يقل عن 17700 فلسطيني قتلوا وأصيب 48780 في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مسعفَين أصيبا خلال الساعات القليلة الماضية عندما استهدفت القوات الإسرائيلية سيارة إسعاف، بينما كانت تعمل على إجلاء الجرحى من مستشفى غزة الأوروبي.
وندد "بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وحربه المستمرة ضد المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الصحية".
في حين تقول إسرائيل إن حماس تعمل من داخل المستشفيات ونشرت لقطات لدعم هذا الادعاء، كما استهدفت في السابق سيارات إسعاف تقول إن حماس كانت تستخدمها. وتنفي حماس ذلك.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء السبت، 17 ألفاً و700 شهيد، و48 ألفاً و780 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.