استشهد مساء الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، والدا الصحفي بقناة الجزيرة مؤمن الشرافي وعدد من أشقائه وأطفالهم بقصف الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، فجر اليوم الأربعاء.
وفي أول ظهور للصحفي "الشرافي" على قناة الجزيرة بعد استشهاد عائلته بساعات قليلة، قال إن "قوات الاحتلال ألقت برميلاً متفجراً على المنزل الذي نزحت إليه عائلته؛ مما أدى إلى تدميره هو والمنازل المجاورة بالكامل واستشهاد جميع سكانها، لافتاً إلى أن "الانفجار خلّف حفرة عميقة وأن أشلاء الشهداء تطايرت في الهواء".
وأضاف "الشرافي" أن آخر تواصل له مع عائلته كان رسالة صوتية من والدته قبل أيام من استشهادها، تعبر له فيها عن شوقها إليه وأملها في لقائه بعد الحرب.
كما شدد على أن أكثر ما يؤلمه هو أنه لم يستطع حتى رؤية والديه بعد استشهادهما، وأن يطبع قبلة الوداع على جبينهما، أو يدفنهما لأنهما دفنا تحت الركام.
ويغطي "الشرافي" تفاصيل الحرب لقناة الجزيرة من خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما استشهدت عائلته في جباليا شمال القطاع.
في سياق متصل، أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينية، أنه تم قتل 75 صحفياً وعاملاً فلسطينياً بحقل الإعلام، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
والأربعاء، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل 73 شهيداً و123 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
يأتي ذلك في وقت يكثف فيه الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف على مناطق متفرقة في القطاع، فيما قالت الأمم المتحدة إن "الوضع يزداد سوءاً كل دقيقة" في غزة.
جاء ذلك في بيان مقتضب نشرته وزارة الصحة عبرغ منصة "تليغرام"، وذلك بعد استهدافات إسرائيلية لأنحاء متفرقة في قطاع غزة، لا سيما مخيم جباليا شمال القطاع.
كانت وكالة الأنباء الفلسطينية قد ذكرت في وقت سابقٍ الأربعاء، أن 19 فلسطينياً استشهدوا جراء "مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر الأربعاء، في أنحاء متفرقة بقطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا".
كما أكدت الوكالة الفلسطينية أن "قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط المخيم، الذي يشهد سلسلة غارات مكثفة".
يأتي هذا فيما قالت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن هناك "موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءاً كل دقيقة"، وذلك بحسب بيان مقتضب نشرته الوكالة على منصة "إكس".
أضافت "أونروا" أنه "لا توجد منطقة آمنة، وقطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم"، مشيرةً إلى أن السكان لا يوجد أمامهم مكان للذهاب إليه، وأن "الملاجئ مكتظة (بالنازحين)، وضمن ذلك ملاجئ الأونروا".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.