حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال قادة من حركة "حماس" على الأراضي التركية، وقال إنها "ستدفع ثمناً باهظاً"، مشدداً على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيُحاكَم على جرائمه.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين، على متن طائرة الرئاسة التركية، أثناء عودته مساء أمس الثلاثاء 5 ديسمبر 2023، من دولة قطر، التي ذهب إليها في زيارة رسمية.
تطرق أردوغان في تصريحاته، إلى خطط تل أبيب لاغتيال أعضاء حركة "حماس" خارج فلسطين، قائلاً: "إذا تجرأت إسرائيل على اتخاذ خطوة كهذه في تركيا، فإنها ستدفع ثمن ذلك باهظاً، بحيث لن تصبح قادرة على الاستقامة مجدداً".
أضاف في هذا الخصوص: "ليس في العالم من لا يعرف الشوط الذي قطعته تركيا في مجالي الاستخبارات والأمن، وينبغي ألا ينسى أحد ذلك".
كان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، قد لوّح بملاحقة قادة حماس في "كل مكان" خارج إسرائيل "والقضاء عليهم، حتى لو استغرق الأمر سنوات" مستذكراً رد فعل إسرائيل بعد "عملية ميونخ" التي استهدفت إسرائيليين في ألمانيا عام 1972.
كذلك جدد الرئيس التركي تأكيده على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يستطيع التملّص مما يفعله في قطاع غزة،، وقال: "لن يستطيع نتنياهو الهروب من دفع ثمن ما فعله، وسيحاكَم ويدفع ثمن جرائم الحرب التي ارتكبها عاجلاً أم آجلاً".
كما أوضح أردوغان أن "هذه الأراضي (غزة) ملك للفلسطينيين، والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر ما سيحدث، ومن سيحكمها".
وبخصوص ادعاءات عزم إسرائيل تأسيس منطقة عازلة في غزة، قال أردوغان: "أعتبر مناقشة هذا الأمر قلة احترام لإخوتي الفلسطينيين، فهي خطة ليست للمناقشة".
أردوغان، وفي معرض انتقاده الدعم الغربي لإسرائيل، قال: "لولا دعم جميع الدول الغربية لإسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة، لما كنا نواجه مثل هذا المشهد في منطقتنا حالياً"، لافتاً إلى أن "نتنياهو حالياً في وضع يواجه فيه الإفلاس، وقد يرفع علم الإفلاس في أي لحظة".
من جانب آخر، وفيما يتعلق بمؤتمر للسلام بين إسرائيل وفلسطين، قال أردوغان: "نحن في تركيا على استعداد لتولي دور الضامن واستضافة المؤتمر أيضاً، شريطة توفر إرادة حقيقية للسلام".
يأتي هذا، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.