دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، شيخ الأزهر أحمد الطيب، إلى التحرك من أجل إدخال قوافل الإغاثة عبر معبر رفح المصري، إلى قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال ويشن عليه حرباً منذ نحو شهرين.
جاء ذلك في رسالة وجّهها القره داغي، عبر حسابه في موقع "إكس"، إلى شيخ الأزهر، وقال فيها: "قدنا إلى معبر رفح رجاء، ولا نرجع حتى ندخل غزة ونُشارك أهلنا الصامدين، وندخل معنا قوافل الإغاثة".
أشاد القره داغي بموقف شيخ الأزهر، لكنه قال: "لا تكفي منه الإدانة، وهو بهذا المنصب الكبير، وفي بلد يتحكم في معبر رفح، ولفضيلته فضل على رئيسه، ولا أشك أنه يستجيب له لو ألحّ عليه".
أضاف القره داغي: "نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقف جميعاً خلف فضيلته في هذه الخطوة التي تعد من واجب الوقت، والتي تليق بالعلماء، وأولهم أنا حيث بمجرد موافقته طرت إليه".
لفت القره داغي إلى البيان الذي ألقاه شيخ الأزهر حول غزة، وقال: "رأيت فضيلة شيخ الأزهر يلقي بياناً حول غزة العزة وهو متأثر جداً فيما يحدث، وهذا هو ما شجعني من هذا الطلب".
وأكد الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين أنه "لا يجوز شرعاً السكوت عن هذه المحرقة الجماعية، والإبادة الشاملة، والتدمير الشامل، وقتل آلاف من النساء والأطفال، غزة تحترق فعلاً، وأهلها الأبطال يبادون بالأسلحة الفتاكة".
شدد القره داغي على أنه أمام هذه الابادة "لا تكفي الإدانة، وإنما العمل والسعي كلّ بمقدار طاقته، وإلا فنكون مسؤولين أمام الله تعالى".
ولم يصدر حتى الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش أي رد من قبل شيخ الأزهر، على رسالة الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين.
كان شيخ الأزهر قد وجَّه يوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 نداءً إلى العالم بشأن الأوضاع المأساوية في غزة، مؤكداً ضرورة وقف الحروب البشعة المجرمة، وجاء ذلك خلال إلقائه كلمة، بمناسبة توقيع "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك للأديان من أجل المناخ"، وافتتاح جناح الأديان في COP28.
الطيب قال في كلمته: "لا يمكن لي أن أغادر مقامي هذا قبل أن أوجه نداء أو صرخة من رجل مسلم بسيط يتألم لآلام الشعوب الضعيفة والفقيرة المغلوبة على أمرها"، مضيفاً: "إنها صرخة إنسان مذهول من هول آلة القتل الإرهابية الجهنمية التي يعملها قساة القلوب في صفوف المواطنين الآمنين من النساء والرجال والأطفال والرضع والخدج، ومن مظاهر العنف والتخريب والدمار التي تشهدها أرض فلسطين السليبة".
يُعد معبر رفح النقطة الوحيدة التي أمكن من خلالها إدخال المساعدات إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل حصار القطاع وقصفه منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تواجه السلطات المصرية دعوات متكررة من أطراف عدة لإبقاء معبر رفح مفتوحاً وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المحاصرين في قطاع غزة، ولاستقبال مزيد من جرحى القطاع جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت حتى عصر الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، نحو 15 ألفاً و899 شهيداً فلسطينياً، و42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.