غارات إسرائيلية عنيفة على مستشفى ” كمال عدوان” ومنازل مواطنين بغزة أوقعت شهداء وجرحى.. وحماس: بريطانيا شريكة للاحتلال في جرائمه

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/03 الساعة 21:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/03 الساعة 22:35 بتوقيت غرينتش
آثار القصف الإسرائيلي على غزة - الأناضول

قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الاحتلال الاسرائيلي عاود استهداف بعض المنازل لعائلة مقداد وأبو سيدو في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة؛ ما أوقع شهداء وجرحى، فيما منع الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمصابين لنقلهم إلى المستشفيات القريبة. في الوقت نفسه أدانت "حماس"، اعتزام بريطانيا مشاركة جيشها في "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد غزة، قائلة إن ذلك يجعل لندن "شريكة الاحتلال في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وكانت وسائل إعلام فلسطينية، أفادت اليوم الأحد، باستشهاد 4 أشخاص- بينهم طفل- في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في دير البلح وسط غزة. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، باستشهاد 10 أشخاص وإصابة أكثر من 100 في قصف إسرائيلي لحي الجنينة شرق رفح في قطاع غزة.

في المقابل دخل مقاتلو المقاومة الفلسطينية في اشتباكات عنيفة مع الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في محاولة لمنع توغل قوات الاحتلال إلى داخل الحي ورداً على القصف الإسرائيلي الذي طال المنازل وأوقع شهداء وجرحى.

في الوقت نفسه، استهدف الاحتلال البوابة الشمالية لمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة؛ ما أوقع شهيدين وعشرات الإصابات، وقد هدد الاحتلال بتكرار قصف مستشفى كمال عدوان خلال اتصال هاتفي مع إدارة المستشفى وطالب بإخلائه. يشار إلى أن هناك  10 آلاف مواطن نزحوا إلى داخل المستشفى جراء القصف العنيف في محيط المستشفى.

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 بدء ما أطلق عليها العمليات البرية شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل بالتحرك ومهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس". وتوقعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية".

في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية البرية المرتقب تنفيذها في جنوب غزة، سوف تضاهي تلك التي قام بها الاحتلال في شمال غزة على حد وصفه، وقال: "خضنا قتالاً ضارياً في شمال قطاع غزة ونفعل الشيء نفسه الآن في الجنوب".

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "آليات إسرائيلية توغلت مساء الأحد، في خان يونس جنوب قطاع غزة، انطلاقاً من المنطقة الشرقية الحدودية في منطقة القرارة شمال شرق خان يونس باتجاه شارع صلاح الدين".

وأضافت: "آليات الاحتلال تتمركز قرب مفترق المطاحن وسط تغطية نارية كثيفة من الطائرات الحربية وإطلاق القذائف من الدبابات والمدافع، ومن طائرات الاستطلاع".

وفي وقت سابق، الأحد، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس إلى إخلاء منازلهم؛ تمهيداً لقصفها.

في سياق متصل، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان  في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت، أن "ما فشل الاحتلال في تحقيقه خلال 50 يوماً لن يحققه لاحقاً"، لافتاً إلى أن "نتنياهو سيغرق أكثر في غزة التي كانت وستبقى مقبرة للغزاة والمحتلين".

ودعا "الأحرار في الولايات المتحدة لحجب أصواتهم عن بايدن في الانتخابات المقبلة". وقال: "العالم شهد فرقاً بين تعامل القسام مع الأسرى وتعامل إسرائيل مع الفلسطينيين الأسرى".

وأكد أن "استئناف المفاوضات بشأن الأسرى مرهون بوقف العدوان"، مشيراً إلى أن "لا مناطق آمنة في غزة خلافاً لادعاءات إسرائيل؛ حيث استهدفت أماكن قيل إنها آمنة". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف النوابغ من الفلسطينيين وبينهم الدكتور سفيان طايع المصنف عالمياً ضمن الـ2% من نوابغ الفيزياء في العالم.

القيادي في حماس أسامة حمدان – الأناضول

كذلك فقد دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، إلى "تصعيد كل أشكال المقاومة والاشتباك مع العدو في الضفة". وأضاف أن "العالم شهد فرقاً بين تعامل (القسام) مع المحتجزين وتعامل الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين".

وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يصعد جرائمه في غزة والضفة الغربية والقدس وسينتهي بالفشل، وأن غزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة والمحتلين". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة شريكة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، وأن السلوك الأمريكي حيال القضية الفلسطينية يشكل عامل استفزاز وتفجير في المنطقة".

آثار الدمار في قطاع غزة – الأناضول

حماس تدين موقف بريطانيا من الحرب

في سياق متصل، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الأحد، اعتزام بريطانيا مشاركة جيشها في حرب "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد غزة، قائلة إن ذلك يجعل المملكة المتحدة "شريكة الاحتلال في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. جاء ذلك في بيان للحركة على منصة تلغرام، اطلعت الأناضول على نسخة منه.

وورد في البيان: "تدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتزام بريطانيا مشاركة جيشها في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".

وترى الحركة أن "إفصاح جيشها عن نيّته تنفيذ طلعات جوّية استخبارية فوق قطاع غزَّة، يجعلها شريكة مع الاحتلال الصهيوني في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني".

غزة
القصف الإسرائيلي يستهدف مساكن المدنيين في غزة – الأناضول

وأوضحت "حماس" أنه "كان يجب على بريطانيا تصحيح موقفها التاريخي المسيء لشعبنا، والتكفير عن وعد بلفور (1917) الذي يعد خطيئة القرن، بدلاً من ارتكاب خطيئة أخرى، وتذكير العالم بماضيها الاستعماري المشين".

والسبت، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أنها تعتزم إجراء "طلعات استطلاعية" فوق قطاع غزة بهدف "تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل" بدعوى "دعم الأنشطة المستمرة لإنقاذ الأسرى".

وقالت الوزارة إن "لندن تعمل مع شركائها في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لضمان إطلاق سراح الأسرى، ومن بينهم مواطنون بريطانيون". وأضافت: "ستكون طائرات الاستطلاع غير مسلحة، ولن يكون لها أي دور قتالي، وتتولى مهمة تحديد مكان الرهائن فقط".

وذكرت حركة "حماس" في بيانها، أن اعتزام بريطانيا إجراء "طلعات استطلاعية" فوق قطاع غزة "يضع الحكومة البريطانية نفسها في عداوة مع شعبنا وعموم أحرار العالم الرَّافضين للعدوان الصهيوني على غزَّة".

ودعت "حماس" بريطانيا إلى "التراجع عن مشاركتها المباشرة ودعمها السياسي والمالي لحرب الإبادة ضدّ غزَّة، والكفّ عن تبعيتها للولايات المتحدة الأمريكية ومساهمتها في إشعال الحروب، بدلاً من المساهمة في إحلال السَّلام والاستقرار في المنطقة".

في سياق موازٍ، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 15 ألفاً و523 فلسطينياً وأن حصيلة الإصابات خلال نفس الفترة، ارتفعت إلى "41 ألفاً و316 مواطناً".

صورة من الحرب على غزة| الاناضول

جدير بالذكر أنه وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2023 انتهت هدنة إنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وخلال جولة ما قبل الهدنة، تكررت رسائل للجيش، دعت سكان شمال القطاع إلى التوجه جنوب القطاع، لكنه استهدف النازحين في المناطق الجنوبية وعلى طرقات قال إنها "آمنة"، وارتكب "مجازر موثقة" بحق مدنيين قوبلت باستنكار أممي.

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023   حرباً مدمرة على غزة، خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد