انتقد السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام، تحذير وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وكامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن، إسرائيل بشأن عدم استهداف المدنيين في غزة وزعم غراهام في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الأحد، 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 أن حماس موجودة "في كل مكان في غزة" وأنه "ليس من الممكن" لإسرائيل التمييز بين المدنيين في هجماتها.
ووصف السيناتور الجمهوري أفكار وزير الدفاع أوستن، الذي يعتقد أن "المزيد من الضحايا المدنيين في غزة يمكن أن يولّد مزيداً من المتمردين"، بأنها "ساذجة". وأضاف: "إنه ساذج للغاية، لقد فقدت كل الثقة في هذا الرجل.. هل تعرف ما الذي يدرسونه (الفلسطينيون) في المدارس؟ إن فكرة أن إسرائيل جعلت الناس في غزة متطرفين بطريقة أو بأخرى هي فكرة سخيفة".
وتابع: "لديهم أنفاق في كل مكان، أعتقد أن السبب وراء موت الكثير من الفلسطينيين هو أن حماس تريد موتهم، إذا كانت هناك طريقة أفضل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين فأخبرني وسأخبر إسرائيل، أو أخبروهم مباشرة، ولكن فكرة أن تكون حماس قائمة عندما ينتهي هذا الأمر ستكون بمثابة الفشل الاستراتيجي النهائي".
يذكر أن أوستن قال في حديث له بمنتدى ريغان للدفاع الوطني السبت، إنه دعا "القادة الإسرائيليين إلى تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين والخطاب غير المسؤول، ومنع عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وتوسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير".
كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد أدلى السبت، بأقوى تصريحاته حتى الآن حول ضرورة أن تحمي إسرائيل المدنيين في غزة، واصفاً إياهم بأنهم مركز الثقل في حرب إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ومحذراً من مخاطر تطرفهم.
وذكر أوستن: "في هذا النوع من القتال، مركز الثقل هو السكان المدنيون. وإن دفعتهم إلى أذرع العدو، فستجعل هزيمة استراتيجية تحل محل نصر تكتيكي"، معولاً على خبرته بصفته جنرالاً بأربعة نجوم خاض المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف: "لذا، دأبت على أن أوضح لقادة إسرائيل أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية".
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 بدء ما أطلق عليها العمليات البرية شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل بالتحرك ومهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس". وتوقعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية".
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية البرية المرتقب تنفيذها في جنوب غزة، سوف تضاهي تلك التي قام بها الاحتلال في شمال غزة على حد وصفه، وقال: "خضنا قتالاً ضارياً في شمال قطاع غزة ونفعل الشيء نفسه الآن في الجنوب".
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "آليات إسرائيلية توغلت مساء الأحد، في خان يونس جنوب قطاع غزة، انطلاقاً من المنطقة الشرقية الحدودية في منطقة القرارة شمال شرق خان يونس باتجاه شارع صلاح الدين".
وأضافت: "آليات الاحتلال تتمركز قرب مفترق المطاحن وسط تغطية نارية كثيفة من الطائرات الحربية وإطلاق القذائف من الدبابات والمدافع، ومن طائرات الاستطلاع".
وفي وقت سابق، الأحد، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس إلى إخلاء منازلهم؛ تمهيداً لقصفها.
في سياق موازٍ، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 15 ألفاً و523 فلسطينياً، وأن حصيلة الإصابات خلال نفس الفترة، ارتفعت إلى "41 ألفاً و316 مواطناً".
جدير بالذكر أنه وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2023 انتهت هدنة إنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وخلال جولة ما قبل الهدنة، تكررت رسائل للجيش، دعت سكان شمال القطاع إلى التوجه جنوب القطاع، لكنه استهدف النازحين في المناطق الجنوبية وعلى طرقات قال إنها "آمنة"، وارتكب "مجازر موثقة" بحق مدنيين قوبلت باستنكار أممي.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة، خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.