أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه في طريقه إلى قطر سعياً لاستئناف الهدنة التي استمرت 7 أيام وانتهت صباح الجمعة.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر المناخ في دبي بالإمارات: "ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات".
وحث تل أبيب على توضيح الهدف الذي وضعته والمتمثل في القضاء على حركة حماس، محذراً من حرب لا نهاية لها.
كما قال الرئيس الفرنسي إن مواجهة ما سماه الإرهاب ليس عبارة عن قصف منهجي ومتواصل، وإن الرد على هجمات حماس ليس القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها.
وتابع ماكرون أن الأمن الدائم لإسرائيل لا يمكن ضمانه إذا أُرسي "على حساب أرواح الفلسطينيين، وبالتالي استياء كل الرأي العام في المنطقة"، داعياً إلى الاستجابة للتطلعات المشروعة للفلسطينيين، من خلال تحقيق حل الدولتين.
ودعا إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق كل المحتجزين لدى حركة حماس، وإيصال المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه متوجه إلى قطر للمساعدة في إرساء هدنة جديدة تفضي إلى وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في الوقت الذي صرّح فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي "أنه من أجل تحقيق أهداف الحرب، سنواصل القتال بقوة".
وقال نتنياهو: "هناك خلافات مع أصدقائنا في الإدارة الأمريكية، ولكن في كثير من الأحيان ننجح في إقناعهم، هذه حربنا ويجب علينا نحن اتخاذ القرار".
وأشار نتنياهو إلى أن "المفاوضات كانت صعبة تحت النار من أجل إطلاق سراح الرهائن، وضاعفنا عدد من تم إطلاق سراحهم من غزة، والمهمة لم تنجَز بعد، ونواصل الجهود من أجل إعادة جميع الرهائن إلى الوطن".
وأوضح نتنياهو أن " القتال مستمر، وسنواصل الحرب حتى نحقق كل أهدافها، ولا يمكن ذلك دون مواصلة العملية البرية في غزة، وسنحقق الحسم في الجبهة الجنوبية مقابل غزة ومواجهة وردع حزب الله في الجبهة الشمالية".
قصف مستمر
وما زال الاحتلال يرتكب مجازر جديدة؛ حيث استهدف منزلاً في مخيم جباليا، السبت؛ ما تسبب في وقوع عشرات الشهداء والمصابين، وذلك ضمن استئنافه القتال في اليوم الثاني بعد انهيار الهدنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال.
وكالة الأنباء الفلسطينية أفادت بأن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف المنزل الذي يؤوي عائلات ونازحين بمخيم جباليا"؛ ما تسبب في ارتقاء أكثر من 100 شهيد، وإصابة العشرات، بينما لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
وفي وقت سابق، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي برجاً سكنياً في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بقصف عنيف خلّف دماراً كبيراً.
كما استُشهد 9 فلسطينيين، السبت، نتيجة لقصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، بحسب بيان لوزارة الداخلية في غزة.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن 178 فلسطينياً استُشهدوا منذ انتهاء الهدنة الإنسانية، ومن بين الشهداء المصور المتعاون مع وكالة الأناضول في قطاع غزة، منتصر الصواف وشقيقه مروان وعدد من أقربائهما، حيث لقوا مصرعهم في قصف إسرائيلي استهدف جنوب مدينة غزة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.