قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الولايات المتحدة الأمريكية "لن تسمح" لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالانتصار، مشدداً على دعم بلاده للاحتلال الإسرائيلي الذي يخوض حرباً ضد غزة، ومحذراً في الوقت نفسه من هزيمة استراتيجية لتل أبيب.
تصريحات أوستن جاءت خلال كلمة له في منتدى "ريغان" الدفاعي بولاية كاليفورنيا، وقال إن الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي ليس خاضعاً للتفاوض و"إنه لن يكون كذلك أبداً"، على حد تعبيره.
أوستن أضاف أنه "في إسرائيل وأوكرانيا، تحارب الديمقراطيات أعداءً عديمي الرحمة يسعون إلى إبادتها، ونحن لن نترك حماس أو بوتين ينتصران"، على حد قوله.
تعهد أوستن أيضاً بأن تقف الولايات المتحدة في صف إسرائيل، وقال أمام جمهور من أبرز المشرعين الأمريكيين ومسؤولي الأمن القومي والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الدفاع: "ستظل الولايات المتحدة أقرب صديق لإسرائيل في العالم".
في السياق ذاته، طالب أوستن الاحتلال الإسرائيلي بضرورة حماية المدنيين، واصفاً إياهم بأنهم مركز الثقل في الحرب، وقال إن "الدروس المستقاة من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية هي أنه لا يمكن الانتصار في حرب المدن من دون حماية المدنيين"، محذراً من هزيمة استراتيجية إذا لم تلتزم إسرائيل بحماية المدنيين في غزة.
أضاف أوستن بهذا الصدد: "في هذا النوع من القتال، السكان المدنيون هم مركز الثقل. وإن دفعتهم إلى أحضان العدو، فستكون النتيجة هزيمة استراتيجية بدلاً من نصر تكتيكي"، بحسب تعبيره.
دعوة أوستن جاءت في ظل قصف الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية لقطاع غزة؛ ما تسبب في ارتكاب مجازر بحق المدنيين.
تتناقض تصريحات أوستن مع سياسة الدعم الكبيرة التي اتخذتها أمريكا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ سارعت واشنطن إلى إرسال المعدات العسكرية إلى الاحتلال، وضمن ذلك الدفاعات الجوية والذخائر الأخرى.
في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية، للمساعدة في حرب الاحتلال على قطاع غزة.
المسؤولون قالوا إن موجة التزويد بالأسلحة، وضمن ذلك ما يقرب من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأت بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول واستمرت في الأيام الأخيرة.
لم تكشف الولايات المتحدة سابقاً عن العدد الإجمالي للأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل ولا عن نقل 100 قنبلة BLU-109، وهي قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل.
كذلك ومن بين الذخائر التي نقلتها أمريكا لإسرائيل أكثر من 5000 قنبلة غير موجهة أو "غبية" من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن 2000 رطل، ونحو 1000 قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، ونحو 3000 قنبلة JDAM، التي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة، القنابل "الذكية"، وفقاً لقائمة داخلية للحكومة الأمريكية للأسلحة التي وصفها المسؤولون الأمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال.
من جانبها، تؤكد حركة "حماس" مسؤولية أمريكا في الحرب على غزة، وقتل المدنيين، وكان خالد مشعل، رئيس حركة "حماس" في الخارج، قد قال في تصريح سابق خلال الحرب على غزة، إن الحرب الحالية على القطاع "تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف سحق الحركة وتفكيك حاضنتها الشعبية".
أضاف مشعل أن إسرائيل "أخذت الضوء الأخضر من أمريكا والدول الغربية لتدمير غزة عن بكرة أبيها، وهي سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل، وخطتهم سحق المقاومة وحماس والحاضنة الشعبية وغزة بدعم دولي".
لفت إلى إرسال أمريكا قادة عسكريين إلى إسرائيل، وقال إن أمريكا "تقود المعركة لتحقيق هدفين: سحق حماس وتفكيك الحاضنة، وإن نجحوا فسيفرضون هيمنتهم المطلقة في المنطقة".
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قالت حركة "حماس"، إن "الاحتلال الإسرائيلي" يرتكب جريمة إبادة جماعية بمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بضوء أخضر أمريكي.
حمّلت الحركة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته "المسؤولية المباشرة عن جريمة التطهير العِرقي التي ينفذها الاحتلال في مستشفى الشفاء، وعن الجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل، الذين يتعرّضون للإبادة في كافة مناطق قطاع غزة، بغطاء ودعم من الإدارة الأمريكية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على غزة، ما تسبب باستشهاد 15207 شهداء فلسطينيين، من بينهم 6150 طفلاً، و4000 امرأة، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.