دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي إن، الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة، محذراً من مخاطر استئناف القتال، في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن زيارة لإسرائيل سيجريها في الأيام المقبلة، لبحث إمكانية تمديد الهدنة.
الوزير الصيني قال خلال كلمة له في جلسة مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري بخصوص القضية الفلسطينية، إن استئناف القتال في غزة قد يتحول إلى كارثة تلتهم المنطقة بأكملها، وقال إن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة.
أضاف "يي إن"، أن "الهدنة ينبغي أن تكون فاتحة خير لبدء التفاوض بشأن وقف دائم لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وملحمة تختبر ضمائرنا".
كذلك دعا وزير الخارجية إلى ضرورة حماية المدنيين بإجراءات أكثر صرامة، وقال إن "هذا خط أحمر في القانون الدولي يجب أن لا يُتجاوز"، كما أكد اعتراض بلاده على العقاب الجماعي الذي يطال سكان غزة، وأكد أن بلاده تعارض التهجير القسري لسكان القطاع.
كما طالب بـ"ضرورة تهيئة المجال أمام الوكالات الإنسانية للقيام بعملها بأمان"، وقال إن "التعويل على معبر رفح غير كافٍ".
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه سيعمل مع الإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل في الأيام المقبلة، لتحديد ما إذا كان من الممكن تمديد وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم تطبيقه، والذي أدى إلى تبادل للأسرى.
بلينكن سيزور أيضاً الأردن والإمارات هذا الأسبوع، وقال إنه سيجري محادثات حول مستقبل غزة وحل مستقبلي للصراع بإقامة دولتين.
جاءت تصريحات بلينكن خلال حديثه بمؤتمر صحفي في بروكسل عقب اجتماع لحلف شمال الأطلسي، وقال إن استمرار الهدنة سيعني إطلاق سراح مزيد من الأسرى ودخول مزيد من المساعدات إلى غزة، وأضاف أنه "من الواضح أن هذا شيء نريده. وأعتقد أنه شيء تريده إسرائيل أيضاً".
تابع بلينكن أن بلاده "تعمل على ذلك كل يوم، وأتوقع أن أطرح ذلك غداً مع الحكومة حينما أكون في إسرائيل".
يأتي هذا، فيما يتفاوض الاحتلال وحركة "حماس" من خلال الوسطاء، اليوم الأربعاء، من أجل تمديد هدنة مستمرة منذ ستة أيام، شهدت إفراج "حماس" عن 60 أسيراً لديها، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 180 أسيراً، من النساء والأطفال.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية ملحمية، وأضاف موجهاً خطابه للعالم: "يجب ألا نغض الطرف" عن تلك الكارثة.
كما أوضح غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن، أن هناك مفاوضات مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة، وقال إنها "تحظى بترحيب قوي من جانبنا، لكننا نعتقد أننا بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
الأمين العام دعا أيضاً إلى فتح معابر أخرى مؤدية إلى غزة، وضمن ذلك معبر كرم أبو سالم، وتيسير آليات التفتيش للسماح بزيادة المساعدات المنقذة للحياة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، و4 آلاف امرأة، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.