قال تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية إن الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة أثارت مخاوف بشأن التمييز الديني في الولايات المتحدة؛ إذ ظهرت تصدعات جديدة بين الناخبين الأمريكيين المنقسمين بالفعل، وهو ما قد يساعد في تشكيل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل.
حيث قالت نسبة متساوية من الأمريكيين إنَّ كلاً من اليهود والمسلمين يواجهون التمييز، لكنّ عدداً أكبر من الديمقراطيين والناخبين الشباب يرون أنَّ التحيز يمثل "مشكلة أكبر" للمسلمين، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته الصحيفة ذاتها، بالتعاون مع المنظمة البحثية غير المتحزبة NORC.
وقد تسفر هذه النتائج -في حال استمرت أو اشتدت- عن تداعيات على إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، فقد شكّل الناخبون الشباب جزءاً رئيسياً من التحالف الذي بناه بايدن، الحليف القوي لإسرائيل، للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2020.
ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، قال 44% إنَّ المسلمين يتعرضون لتمييز كبير، في حين قال 33% ذلك بالنسبة لليهود، وفقاً للاستطلاع، الذي لم يجد فجوة بين آراء المشاركين الأكبر سناً حول هذا الموضوع.
ويختلف هذا أيضاً عن إجمالي عدد السكان؛ إذ قال 37% منهم إنَّ التحيز يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لليهود، وقال 39% الشيء نفسه بالنسبة للمسلمين، حسبما وجد الاستطلاع الذي شمل 1163 ناخباً مُسجّلاً.
يُذكر أن الاستطلاع أُجرِي في جامعة شيكاغو في الفترة من 19 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويبلغ هامش الخطأ فيه 4 نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان، وفق "وول ستريت جورنال".
ووجد الاستطلاع اختلافات حزبية؛ إذ قال نحو 56% من الديمقراطيين إنَّ التحيز يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للمسلمين مقارنةً بـ 46% لليهود، بينما قال 22% فقط من الجمهوريين إنهم يرون ذلك عقبة أمام المسلمين، ويرى 31% أنه يمثل مشكلة لليهود.
وتأتي هذه النتائج في ظل تزايد حوادث معاداة السامية وكراهية الإسلام منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي مساء السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أُصِيب ثلاثة رجال من أصل فلسطيني في حادث إطلاق نار في مدينة بيرلينغتون بولاية فيرمونت، وقال المسؤولون هناك إنهم يحققون في الحادث باعتباره جريمة كراهية محتملة.
ولم تلقِ السلطات القبض على المشتبه به ولم تحدد هويته بعد، في حين قال قائد شرطة بيرلينغتون، جون مراد، في بيان: "في ظل هذه الفترة المشحونة، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى الحادث ويشك في أنه لم يكن جريمة بدافع الكراهية".
وأثارت المظاهرات الداعمة لفلسطين وغزة في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشأن الحرب توترات، خاصة في حرم الجامعات، وأبلغت المنظمات التي تمثل كلاً من الأمريكيين اليهود والأمريكيين المسلمين عن زيادة في المضايقات.
بدوره، قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إنه تلقَّى 774 شكوى في الفترة من 7 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما سُجِّل على مدار حوالي أسبوعين، في المتوسط، من العام الماضي.
وقالت رابطة مكافحة التشهير، وهي مجموعة مناصرة يهودية، إنَّ من بين 312 حادثة معادية للسامية مُبلَّغاً عنها ومُسجَّلة بين 7 و23 أكتوبر/تشرين الأول، كانت 190 منها مرتبطة بالحرب، وهي زيادة لم تشهد المجموعة مثلها في الحوادث المرتبطة بسبب معين.