قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب، إن إسرائيل سمحت لحركة "حماس" بتحقيق نصر كبير من خلال الموافقة على صفقة تبادل الأسرى والهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي مقال لبولتون بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، بعنوان "حققت حماس للتو انتصاراً كبيراً على إسرائيل"، كتب: "الصفقة لها تكاليف كما لها فوائد، ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هذه الصفقة ستشكل سابقة سلبية نهائية لإسرائيل، لكنها تلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق هدفها بغزة".
وأضاف: "ومع كل يوم من أيام الهدنة، تستعد حماس لهجومها التالي عبر أنفاق غير معلنة، وستواجه إسرائيل قريباً العبء غير العادل المتمثل في استئناف الأعمال العدائية، مما يعزز دعاية حماس للتقليل من أهمية هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول"، حسب قوله.
وهاجم بولتون الاتفاق، ووصف الأسرى الإسرائيليين بالضحايا، فيما وصف الأسرى الفلسطينيين بـ"المجرمين"، زاعماً "أن مساواة الضحايا الأبرياء بمنتهكي القانون أمر مروع أخلاقياً"، على حد تعبيره.
كما تساءل بولتون: "كم من الجنود الإسرائيليين سيموتون بسبب فرصة حماس لنصب أفخاخ إضافية وتعزيز نفسها".
كما انتقد بولتون السلطات الإسرائيلية والأمريكية على موافقتها على طلب "حماس" بالحد من رحلات الطائرات المسيّرة فوق قطاع غزة خلال الهدنة، مما يحرمها من الكثير من المعلومات الاستخبارية حول ما يفعله المقاومون. ويشير أيضاً إلى أن "جزءاً من المساعدات الإنسانية التي سيتم إرسالها إلى قطاع غزة قد ينتهي بها المطاف في أيدي حماس".
وقال بولتون: "من الناحية العسكرية، سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل هو الفرصة التي ستضيّعها بوقف هجومها الناجح في منتصف الطريق"، على حد وصفه. لافتاً إلى أن: "استراتيجية حماس في الاستفادة من أي توقف، مهما كان قصيراً ولأي سبب كان، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
وفي مقاله، أشار بولتون، إلى أن إدارة بايدن، التي اختارت في البداية خطاباً مؤيداً بشدة لإسرائيل، مضطرة إلى تعديله تحت ضغط من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، فإن هذه المشكلة ستصبح حساسة بشكل متزايد بالنسبة لبايدن.
وبدأ صباح الجمعة سريان هدنة من 4 أيام بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة، في أول تهدئة منذ بدء الحرب التي سقط فيها آلاف الشهداء قبل أسابيع عدة.
ويترقب السبت، 25 نوفمبر/تشرين الثاني، الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في اليوم الثاني للهدنة بين حماس وإسرائيل.
وكانت قطر، الوسيط الرئيسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة، توصلت إلى اتفاق الهدنة على 4 أيام قابلة للتجديد، يتم خلالها تبادل 50 أسيراً محتجزين في غزة، بـ150 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.