كشفت وسائل إعلام إسبانية، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، استدعى السفير الإسرائيلي في مدريد، وطلب منه "توضيحات" حول البيان الإسرائيلي الذي وصف فيه تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأنها "تدعم الإرهاب".
إذ قالت وزارة خارجية مدريد إنها طلبت تقديم توضيحات بشأن "اتهامات غير مقبولة وكاذبة" وُجهت ضد إسبانيا ورئيس حكومتها، فيما قال وزير الخارجية الإسباني، ألباريس، في بيان إن "اتهامات الحكومة الإسرائيلية باطلة وغير مقبولة، ونحن نرفضها بشكل قاطع".
توتر في العلاقات بين الاحتلال وإسبانيا
يأتي هذا بعد أن وجَّه وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، باستدعاء سفيري إسبانيا وبلجيكا في تل أبيب لـ"محادثة توبيخ حادة"، بعد تصريحات منسوبة لرئيسي وزراء البلدين بيدرو سانشيز وألكسندر دي كرو، في مؤتمر صحفي بمعبر رفح.
وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت في بيان: "بعد كلام رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا في رفح، أوعز وزير الخارجية إيلي كوهين باستدعاء سفيرَي الدولتين، لإجراء محادثة توبيخ حادة".
ونقلت الوزارة عن كوهين إدانته لـ"المزاعم الكاذبة لرئيسَي وزراء إسبانيا وبلجيكا التي تقدم الدعم للإرهاب"، وفق تعبيره.
وادعى كوهين أن "إسرائيل تتصرف وفق القانون الدولي، وتحارب منظمة إرهابية قاتلة"، (في إشارة إلى حركة حماس)، زاعماً أن "حماس ترتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية".
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن الأخير "يدين بشدة تصريحات رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا، اللذين لم يُحمّلا حماس كامل المسؤولية عن ارتكاب جرائم بحق الإنسانية، واستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية"، وفق تعبيراته.
تصريحات أغضبت إسرائيل
كان رئيس الوزراء الإسباني قال في المؤتمر الصحفي: "إننا لا نريد العنف، فالعنف يولد العنف، ونريد أن يعم السلام، هذا الذي تكلمنا مع نتنياهو عنه أمس" بدوره، قال رئيس وزراء بلجيكا إنّ "وقف إطلاق النار المؤقت في غزة أمر مستحسن، لكن وقف إطلاق النار الدائم هو الهدف النهائي".
وتابع: "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكن القتل العشوائي في قطاع غزة غير مقبول"، مضيفاً أن "ما يحدث في قطاع غزة كارثة إنسانية".
ومساء الخميس، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلاً من رئيس الوزراء الإسباني، الذي تتبوأ بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء البلجيكي، الذي ستتسلم بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2024.
والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ).
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
وعلى مدى الـ48 يوماً الماضية، شنَّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفاً و854 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلاً عن أكثر من 36 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.