أدانت 9 دول ومنظمات عربية القصف الإسرائيلي لمدرسة في شمال قطاع غزة تؤوي نازحين. جاء ذلك في بيانات رسمية تعليقاً على مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وفق مصادر طبية فلسطينية يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، أن ما حدث جراء القصف "مجزرة بشعة في مدرسة مليئة بالنازحين قسراً"، مشيرة إلى أن استهداف مدرسة تابعة لـ"أونروا"، "إهانة جديدة للمجتمع الدولي من دولة الاحتلال".
من جانبها، قالت "أونروا" في تغريدة، إن "مفوض عام الوكالة الأممية فيليب لازاريني، يتلقى صوراً ومقاطع مصورة مروعة لعشرات القتلى والمصابين ويدعو لوقف تلك الهجمات".

قطر تطالب بتحقيق دولي في قصف الفاخورة
طالبت قطر، في بيان للخارجية، بـ"تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال المستمر للمدارس والمستشفيات"، معتبرة القصف "مجزرة مروعة وجريمة وحشية".
وحذرت من أن "صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سيزيد حالة الاحتقان، ويوسع دائرة العنف، ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار".
من جانبها، أدانت السعودية، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي ووصفته بـ"السافر"، مطالبة بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإغاثية والعاملين فيها".
كما دعت إلى "ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".
واستنكرت الإمارات، في بيان للخارجية، هذا القصف، ونددت بـ"الهجمات اللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على المدارس والمستشفيات في قطاع غزة"، مؤكدة "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء".
ودعت "المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ودفع كافّة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل".

الكويت تصف ما حدث بالمجزرة الشنيعة
وصفت الكويت، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي للمدرسة، بأنه "مجزرة شنيعة"، وطالبت بالوقف الفوري لهذه "الاعتداءات وتفعيل آليات محاسبة دولية".
وأكدت "الرفض القاطع للاستهداف الممنهج الذي يتعرض له المدنيون العزل في قطاع غزة".
من جانبها، اعتبرت مصر، في بيان للخارجية، "قصف مدرسة الفاخورة التي كانت بمثابة ملاذ آمن للمئات من النازحين الفلسطينيين جريمة حرب أخرى تقتضي التحقيق، فضلاً عن كونها تمثل إهانة متعمدة للأمم المتحدة ومنظماتها".
ودعت الخارجية "الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، إلى ضرورة التدخل الفوري لوضع حد للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وإنفاذ وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين".
كما أدان الأردن، في بيان للخارجية، استهداف نازحي غزة في مدرسة الفاخورة، واعتبره "جريمة حرب وخرقاً للقانون الدولي".
وأوضحت الوزارة أن "استمرار غياب العدالة والحماية للفلسطينيين، واستمرار الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، دون أن يفضي ذلك إلى تحرك دولي فاعل لوقف العدوان الغاشم عليهم، يمثل تدهوراً خطيراً يجب وقفه فوراً".
وأدان اليمن، في بيان للخارجية، هذا القصف، داعياً المجتمع الدولي إلى "وضع حد لإراقة الدماء وإرهاب الشعب الفلسطيني والعمل على إيقاف ذلك، بشكل فوري".

منظمة التعاون الإسلامي تطالب بوقف إطلاق النار
على مستوى المنظمات العربية والإسلامية، أدانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، القصف واعتبرته "مجزرة بشعة"، داعية المجتمع الدولي إلى "وقف فوري وشامل لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم".
كما أدان مجلس التعاون الخليجي، في بيان، القصف واعتبره "عملاً عدوانياً"، مطالباً بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار".

مشاهد مروعة
في سياق متصل، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن "مشاهد القتل والدمار في أعقاب الهجمات على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال والنساء، "مروعة ومفجعة".
وأكدت أديل خضر المديرة الإقليمية لـ"يونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان، "ضرورة وقف هذه الهجمات الفظيعة على الفور". وشددت خضر على أن "الأطفال والمدارس والملاجئ ليسوا أهدافاً عسكرية".
وفي السياق، قالت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل: "نرى صوراً مروعة لأطفال ومدنيين يُقتلون في غزة، مرة أخرى، فيما كانوا يحتمون في مدرسة يتعين دائماً أن تتمتع بالحماية".
وأكدت راسل، في تعليق نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على "ضرورة وقف القتل والدمار والمعاناة، وإنهاء هذا الكابوس، الآن، الذي يعيشه الأطفال".

وفي وقت سابق السبت، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة لوكالة "أونروا"، في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وفق مصادر طبية.
كما قصف الجيش الإسرائيلي أيضاً مدرسة تل الزعتر في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، حسب مصادر طبية للأناضول.
ومنذ 43 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت 12 ألفاً و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.