قامت منصة تيك توك بحذف هاشتاغ #lettertoamerica من وظائف البحث الخاصة بها، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو حول "رسالة إلى أمريكا" لأسامة بن لادن عام 2002 على المنصة، وأعيد تحميلها على منصة إكس (تويتر سابقاً)، وفقاً لما نشرته شبكة NBC News الأمريكية.
وطرح بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن وثيقة بن لادن تقدم وجهة نظر بديلة حول تورط الولايات المتحدة في الصراعات في الشرق الأوسط، وعلى مدار الأسبوع، كان مستخدمو تيك توك يشاركون الرابط الخاص بنص صحيفة The Guardian البريطانية لرسالة أسامة بن لادن، التي سجّلها بعد حوالي عام من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي أودت بحياة ما يقرب من 3 آلاف شخص في الولايات المتحدة، وحذفت الصحيفة البريطانية نص الرسالة من موقعها على الإنترنت يوم الأربعاء.
في رسالته، خاطب بن لادن الشعب الأمريكي، وحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: "لماذا نقاتلكم ونعارضكم؟"، و"إلى ماذا ندعوكم، وماذا نريد منكم؟".
انتقادات تلاحق تيك توك
فيما أثار انتشار الرسالة انتقادات جديدة للمنصة المملوكة لشركة بايت دانس الصينية. وواجه التطبيق تدقيقاً متزايداً في العام الماضي، حيث قالت الولايات المتحدة ودول أخرى إنه يشكل تهديداً للأمن القومي. ومنذ بدء حرب غزة قال منتقدو التطبيق أنه يستخدم نفوذه لدفع محتوى مناهض لإسرائيل، ويتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية. وقالت منصة تيك توك إن مزاعم التحيز لا أساس لها من الصحة.
الترند في أمريكا على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية هي الرسالة التي أرسلها أسامة بن لادن للشعب الأمريكي بعنوان: رسالة إلى أمريكا.
— عمر بن عبدالعزيز Omar Abdulaziz (@oamaz7) November 16, 2023
ختمها أسامة بن لادن بحديثه عن دعم أمريكا لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فانتشرت الرسالة انتشار النار في الهشيم.
لن تمر هذه المقاطع مرور الكرام… pic.twitter.com/NJM4ykCNUe
وقال باحثون في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، وهو مركز فكري يدرس التطرف على وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم عثروا على 41 مقطع فيديو بعنوان "رسالة إلى أمريكا" على تطبيق تيك توك. وقال المعهد في النتائج التي توصل إليها، إنه بينما قام تيك توك بحظر عبارة "رسالة إلى أمريكا" من وظائف البحث الخاصة به، لا يزال من السهل الوصول إلى مقاطع الفيديو التي تشير إلى "رسالة إلى أمريكا" تحت مصطلح البحث "بن لادن".
تدين رسالة بن لادن الدعم الأمريكي لإسرائيل، وتتهم الأمريكيين بمساعدة قمع الشعب الفلسطيني. وندد بن لادن، الذي قُتل في عملية أمريكية خاصة في باكستان عام 2011، بالتدخلات الأمريكية في أفغانستان والعراق والصومال وكشمير والشيشان ولبنان.
فيما استخدم الأشخاص عبر الإنترنت كلمات بن لادن كنقطة انطلاق للنقاش حول السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال كثير منهم إن ذلك دفعهم إلى إعادة تقييم معتقداتهم حول الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان. وبينما كان الناس ينتقدون تورط الولايات المتحدة في الصراعات العالمية، أوضح كثيرون أنهم لم يثنوا أو يدافعوا عن تنسيق بن لادن لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ملايين المشاهدات لفيديو رسالة بن لادن
وأفادت شبكة CNN الأمريكية في وقت سابق بأن مشاهدات مقاطع الفيديو تلك تجاوزت 14 مليون مشاهدة، ومع ذلك كانت بعض مقاطع الفيديو من مستخدمين يعبرون عن إحباطهم من الرسالة، وكيف أشاد بها الآخرون على المنصة.
وشجّع الموجودون على المنصة، الذين استشهدوا بالرسالة، الناس على قراءتها، قائلين إن القيام بذلك ساعدهم على فهم تدخلات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والحرب بين إسرائيل وحماس بشكل أفضل. وانتشرت مقاطع الفيديو أيضاً على منصة إكس، حيث تجددت بعض الدعوات لحظر تيك توك.
واستشهدت شبكة CNN بأنه في أحد مقاطع الفيديو التي لم تعد متاحة على المنصة، والتي شوهِدَت أكثر من 1.6 مليون مرة، شجّع أحد الشخصيات المؤثرة على الشبكات الاجتماعية في نيويورك الآخرين على قراءة الرسالة، وقال: "إذا كنت قد قرأتها، فأخبرني ما إذا كنت تمر أيضاً بأزمة وجودية في هذه اللحظة بالذات، لأنه في آخر 20 دقيقة، تغيرت وجهة نظري بالكامل حول الحياة التي كنت أؤمن بها والتي عشتها".
وفي مقطع فيديو آخر شوهِدَ أكثر من 100 ألف مرة، قال أحد مستخدمي تيك توك، الذي ينشر بانتظام انتقادات للحكومة الأمريكية، عن الرسالة: "إذا كنا نقول إن أسامة بن لادن إرهابي، فالحكومة الأمريكية كذلك".
تعليق تيك توك على حذف الرسالة
وبينما أُعيدَ تحميل الرسالة على تيك توك، حُذِفَت الكثير من مقاطع الفيديو التي تناقشها. وقال المتحدث باسم تيك توك، بِن راث، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن مقاطع الفيديو التي تعرض الرسالة تنتهك إرشادات مجتمع النظام الأساسي.
فيما تلقى منشور سريع الانتشار للصحفي يشار علي يسلِّط الضوء على مقاطع الفيديو 25.6 مليون مشاهدة. وقد لفت ذلك المزيد من الاهتمام إلى سياسات تيك توك. وقال تطبيق التواصل الاجتماعي إن عدد مقاطع الفيديو حول الرسالة كان صغيراً، ولكن هذا الاهتمام تضخم بعد نشرها على منصة إكس.
وقال معهد الحوار الاستراتيجي إن الإشارات إلى بن لادن على منصة إكس قفزت بأكثر من 4300%، من الثلاثاء إلى الخميس، من أصل ما يزيد قليلاً على 5 آلاف إلى أكثر من 230 ألف مرة. وقفزت الإشارات إلى "رسالة إلى أمريكا" بأكثر من 1800%، مما يزيد قليلاً على 4800 إلى 100 ألف، مع 719 مليون مرة للظهور عبر المنصة.
وعلى منصة يوتيوب، قفزت عمليات البحث عن بن لادن أيضاً بنسبة 400% من الثلاثاء إلى الخميس، وفقاً لمؤشرات جوجل. وساعدت خاصية الاقتراح التلقائي في إنستغرام المستخدمين في العثور على "رسالة إلى أمريكا"، وإدراجها على أنها "بحث شائع".