أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن شن ضربات جوية في سوريا، قالت إنها استهدفت "جماعات متحالفة مع إيران"، ما أسفر عن سقوط قتلى، وذلك في أحدث رد على سلسلة هجمات استهدفت القوات الأمريكية في سوريا والعراق، بالتزامن مع شن الاحتلال الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة منذ أكثر من شهر.
وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قال في تصريحات صحفية إن "القوات الأمريكية نفذت ضربات جوية على الحرس الثوري الإيراني، وجماعات متحالفة مع إيران، رداً على هجمات على جنود أمريكيين في العراق وسوريا".
أضاف أوستن، أن "الضربتين استهدفتا منشأة تدريب ومنزلاً آمناً قرب مدينتي البوكمال والميادين (بمحافظة دير الزور على الحدود العراقية السورية)"، مؤكداً أن الرئيس جو بايدن أمر بتنفيذ الضربتين.
أوستن لفت في بيانه أيضاً إلى أن "الرئيس ليست لديه أولوية أهم من سلامة الجنود الأمريكيين، وأمر بتنفيذ هجوم اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وجنودها ومصالحها".
كان مسؤول أمريكي قد قال، في وقت سابق أمس الأحد، إن "الولايات المتحدة نفّذت ضربتين جويتين في سوريا على جماعات متحالفة مع إيران"، وأضاف المسؤول (لم يذكر اسمه) في تصريحات صحفية نقلتها قناة الحرة أن "أحد أهداف الضربتين الأمريكيتين كان منشأة قيادة وتحكم، والآخر منشأة تخزين أسلحة".
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر محلية قولها إن الضربتين استهدفتا معسكراً تديره جماعات متحالفة مع إيران في منطقة تقع غربي البوكمال في محافظة دير الزور، وأضافت أن الضربة الثانية تمت بجوار جسر قريب من مدينة الميادين التي تقع قرب الحدود العراقية، وأحد معاقل الجماعات المتحالفة مع إيران.
ولم يصدر على الفور بيان عن نظام بشار الأسد في سوريا، أو طهران، بشأن ما أعلنته واشنطن.
بدورها، نقلت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن مسؤول بالبنتاغون (لم تذكر اسمه) قوله إن "6 أو 7 مسلحين موالين لإيران قتلوا في موقع قصفته الطائرات الأمريكية شرقي سوريا"، وذكر المصدر ذاته أن "انفجارات استمرت نحو ساعتين في أحد الموقعين المستهدفين".
تُعد هذه هي المرة الثانية، منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي يستهدف فيها الجيش الأمريكي مواقع في سوريا قال إنها مرتبطة بإيران، وكان "البنتاغون" قد أكد، يوم الأربعاء الماضي، تنفيذ ضربة جوية على منشأة في شرق سوريا.
أشار البنتاغون إلى أن الضربات الأمريكية استهدفت منشآت "يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يدعمها"، وأوضح أن الضربة أتت "رداً على هجمات مسلحين تابعين لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني على القوات الأمريكية في العراق وسوريا".
أيضاً في 26 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت واشنطن منشأتين قالت أيضاً إن إيران والمنظمات التابعة لها تستخدمهما في سوريا.
كذلك ذكرت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ، يوم الثلاثاء الماضي، أن القواعد الأمريكية في سوريا تعرضت لـ18 هجوماً، وفي العراق لـ22 هجوماً بالمسيرات والصواريخ منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تقول جماعات قريبة من إيران في العراق إنها تنفذ هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا "رداً على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل" في حربها المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويوجد 900 جندي أمريكي في سوريا و2500 في العراق في بعثة لتقديم استشارات ومساعدة القوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين في 2014 قبل أن يُهزم في وقت لاحق.
كذلك فإن هناك قلقاً متزايداً من أن القتال بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، قد ينتشر عبر الشرق الأوسط ويحوّل القوات الأمريكية المتمركزة في قواعد معزولة إلى أهداف.
كانت أمريكا قد أرسلت سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل وفصائل المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك حاملتا طائرات، لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة منها.
بحسب وكالة رويترز، فإن الجيش الأمريكي يتخذ إجراءات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط خلال تصاعد الهجمات التي تشنها جماعات يشتبه أنها مدعومة من إيران، ويترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر.
