كشف مصدران أمنيان، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن طائرة مسيرة مسلحة استهدفت قاعدة الحرير الجوية التي تستضيف قوات أمريكية في شمال العراق، وذلك بعدما دوت صفارات الإنذارات في السفارة الأمريكية في بغداد، فيما قامت وزارة الدفاع الأمريكية باستهداف منشأة لتخزين الأسلحة في شرقي سوريا، يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له.
وأفاد عدة أشخاص في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تقع بها السفارة الأمريكية ببغداد، بأن صفارات الإنذارات دوت للتحذير من هجوم محتمل مساء الأربعاء، لكن لم ترد تقارير عن وجود آثار لمقذوفات أو ضحايا.
ولم يرد متحدث باسم السفارة الأمريكية ومسؤول أمني بالحكومة العراقية على الفور على طلبات للتعليق.
فيما أعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن أحدث هجوم، قائلة في بيان إنها استهدفت قاعدة الحرير الجوية بطائرتين مسيرتين.
والقوات الأمريكية والدولية الموجودة في العراق وعبر الحدود في سوريا في حالة تأهب قصوى، في ظل شن عشرات الهجمات على قواعدها في الأسابيع التي تلت حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة.
فيما أعلنت جماعة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن كثير من الهجمات، قائلة إنها جاءت رداً على دعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على حماس، التي تقول السلطات الصحية الفلسطينية إنها أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، 40% منهم من الأطفال.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بملاحقة المسؤولين عن الهجمات، بما في ذلك الهجمات على ثلاث قواعد عسكرية في العراق، تستضيف مستشارين للتحالف الدولي. ومن بين هذه القواعد قاعدة عين الأسد في غرب العراق، وقاعدة عسكرية بالقرب من مطار بغداد الدولي.
استهداف "مواقع إيرانية" في سوريا
وبالتزامن ذكر وزير الدفاع لويد أوستن في بيان، أن الضربات نفذتها مقاتلتان من طراز إف-15، وجاءت رداً على الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية في الآونة الأخيرة، وأضاف أوستن أن الهجمات على القوات الأمريكية يجب أن تتوقف.
وتابع المسؤول الأمريكي في البنتاغون "إذا استمرت هجمات وكلاء إيران على القوات الأمريكية فإننا لن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات الضرورية لحماية جنودنا".
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير، تحدث مشترطاً عدم نشر هويته، إن الجيش راقب الموقع في محافظة دير الزور لبعض الوقت، وإنه واثق من عدم سقوط ضحايا مدنيين.
وأضاف المسؤول أن الجيش تعقّب بعض الأشخاص بالقرب من المنشأة خلال الليل، لكن لا يعتقد أنهم مدنيون، وهناك تحليل جارٍ لتحديد ما إذا كان أي شخص قد قُتل.
ومع تصاعُد التوتر في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، تعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا للهجوم 40 مرة على الأقل، من فصائل مدعومة من إيران، منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، فيما تعرّض 45 جندياً أمريكياً لإصابات دماغية أو جروح طفيفة.
ومنذ 34 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي بدعم أمريكي، حرباً مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و569 فلسطينياً، بينهم 4324 طفلاً و2823 سيدة، وأُصيب 26 ألفاً و475، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.