استهدف الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مجموعة من النازحين عند شارع الرشيد الساحلي غرب مدينة غزة، أثناء محاولتهم النزوح من الشمال لجنوب القطاع، وروّجت وسائل إعلام غربية أن القافلة تم استهدافها من قبل "حماس"، لكن صورة أقمار صناعية تُظهر وجود دبابات إسرائيلية على مقربة من الموقع الذي حدثت فيه المجزرة.
المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، كان قد أعلن أمس الجمعة استشهاد عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي، خلال نزوحهم على طريق الرشيد، وأظهر مقطع فيديو مروع تناثر عدد من الجثث على الطريق الساحلي.
موقع "نيويورك بوست" الأمريكي المعروف، نشر خبراً عن المجزرة قال فيه إن مقطع فيديو يظهر جثثاً تم قتلهم من قبل حركة "حماس"، وحظي الخبر بانتشار واسع، وتمت إعادة نشره 1500 مرة على موقع "إكس"، كما روّجت له حسابات أخرى على الموقع.
في تحققنا من هذه المزاعم، وجدنا أن صورة التقطتها الأقمار الصناعية يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن شركة "بلانيت" للأقمار الصناعية، وأظهرت تمركز نحو 11 دبابة إسرائيلية، في منطقة تبعد قرابة 2.4 كيلومتر عن موقع حدوث المجزرة.
حددنا على الخرائط موقع وجود الدبابات، وتظهر في منطقة تقع جنوبي غربي مدينة غزة، وهي قريبة من الطريق الساحلي المجاور لها بمسافة 265 متراً، وهذا الطريق هو الذي وقعت فيه المجزرة.
حددنا كذلك موقع حدوث المجزرة على شارع الرشيد، ويقع إلى غرب حديقة "شارم بارك" في قطاع غزة، التي تبعد عن موقع المجزرة نحو 400 متر.
من خلال تحديد موقعي الدبابات، ومكان حدوث المجزرة، فإن الدبابات الإسرائيلية تبعد عن موقع حدوث المجزرة قرابة 2.4 كيلومتر، ويُلاحظ أن محيط المنطقة التي توجد فيها الدبابات هي أراضٍ مفتوحة.
كما أن الدبابات الإسرائيلية يمكنها بسهولة رصد أي تحرك على شارع الرشيد؛ لكونها لا تبعد سوى أمتار عنه، فضلاً عن أن الموقع الذي قُصف فيه النازحون يقع تماماً في مرمى نيران الدبابات الإسرائيلية.
كان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قد قال في تصريح للصحفيين، إن "الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين المدنيين، واستُشهد 14 مواطناً من الأطفال والنساء".
جيش الاحتلال كان قد طالب سكان مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، بالإخلاء الفوري إلى جنوب القطاع، وجاء ذلك في منشورات ورقية ألقتها الطائرات الإسرائيلية على المخيم.
جاء في نص المنشورات: "إلى سكان مخيم الشاطئ، جيش الدفاع يطالبكم بالإخلاء الفوري من شمال القطاع على المناطق الإنسانية في الجنوب المواصي غربي مدينة خان يونس عبر طريق البحر (في إشارة إلى شارع الرشيد الساحلي، الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه)".
كذلك أكدت وسائل إعلام فلسطينية محلية، وجود دبابات إسرائيلية بالقرب من الطريق الساحلي، وقالت إنها تستهدف أي عابر من ذلك الطريق.
ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال نازحين كانوا متجهين إلى جنوب القطاع، وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الاحتلال الإسرائيلي 70 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 200 آخرين، جراء قصف الجيش لقوافل نازحين جنوب غزة.
سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قال حينها لوكالة الأناضول: "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق 3 قوافل للمواطنين، في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول لجنوب وادي غزة، بحسب طلب جيش الاحتلال".
ولليوم الـ29 على التوالي، يشن طيران الجيش الإسرائيلي ومدفعيته، سلسلة غارات عنيفة وقصفاً متواصلاً على معظم أنحاء قطاع غزة، قُتل فيها 9227 شهيداً فلسطينياً، منهم 3826 طفلاً و2405 سيدات، وأصاب 23516، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.