أظهر المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، مساء السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وكل من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، تبايناً في الآراء بخصوص الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، حيث اعتبر الوزير الأمريكي ذلك دفاعاً عن النفس، في حين رفض الصفدي ذلك.
إذ طالب وزير الخارجية الأردني بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، مؤكداً أن هذه الحرب لن تجلب لإسرائيل أمناً ولن تحقق في المنطقة استقراراً.
وزير الخارجية الأردني أكد أيضاً أن "القتل وجرائم الحرب يجب أن تتوقف، وتحصين إسرائيل من القانون الدولي يجب أن ينتهي"، رافضاً في الوقت ذاته، توصيف الحرب التي تشنها إسرائيل منذ نحو شهر على قطاع غزة بأنها "دفاع عن النفس".
وقال الصفدي إن النقاش -الذي ضم وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر، بالإضافة إلى أمريكا- كان شاملاً وشفافاً وعكس مواقف متباينة، لكنه أكد الحرص على وقف الحرب في غزة.
إضافة إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأردني: "لا نعرف الوضع أو المتغيرات التي ستؤول إليها هذه الحرب على غزة، لكنه سيكون وضعاً مأساوياً"، مشدداً على ضرورة التأكد من وقف الحرب وإيصال ما يكفي من الطعام والدواء فكل تأخير يزيد المعاناة.
"دفاع عن النفس"
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي: "تحدثنا اليوم عن الحاجة لحماية المدنيين الفلسطينيين، ونحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كما أضاف بلينكن: "اجتمعنا اليوم من أجل العمل على تحقيق السلام المستدام في المنطقة"، مؤكداً: "ملتزمون باستخدام نفوذنا لمنع أي جهة أو طرف من توسيع دائرة الحرب".
لكن بلينكن عاد للقول إن وقف إطلاق نار الآن سيتيح لحماس إعادة التموضع وتكرار ما فعلته.
وأشار بلينكن إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً طرق تسهيل وتسريع إيصال المساعدات إلى غزة، والجهود من أجل استرجاع المحتجزين وحماية المدنيين الفلسطينيين، مؤكداً "اتفقنا على إنشاء قنوات لإيصال المساعدات إلى غزة فما يدخل إلى القطاع حالياً غير كافٍ".
"من المبكر الحديث عن مستقبل غزة"
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة التوافق على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة دون شروط، مشيراً إلى أن أحداث القتل المؤسفة التي تشهدها غزة لا يمكن تبريرها.
وسلط شكري في كلمته الضوء على ضرورة العمل على إعادة إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.
تابع شكري: "من المبكر الحديث عن مستقبل غزة (مرحلة ما بعد حماس) والمهم توفير الأمن والأمان للمدنيين، مطالباً بتحقيق دولي للممارسات "الصارخة" التي تشهدها حرب (غزة)" مؤكداً رفض تصفية القضية الفلسطينية.
مطالبات بوقف إطلاق النار
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن تواصل القصف يضاعف الكارثة في غزة، ويعقّد إطلاق سراح الأسرى، مطالباً بوقف إطلاق النار في غزة، وفتح معبر رفح بشكل دائم.
أما وزارة الخارجية السعودية فقد قالت إن اجتماع عمّان ناقش العمل على تهيئة الظروف لاستعادة مسار السلام، بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني، موضحة أن الاجتماع -الذي عقد اليوم السبت- بحث الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية في غزة وإيصال المساعدات فوراً.
ويشارك بلينكن في اجتماع وزاري مع نظرائه من عدة دول عربية من بينها مصر والسعودية والإمارات وقطر بالإضافة إلى الأردن، فيما تدين الدول العربية بشدة مواصلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد دعا السبت -خلال استقبال عدد من وزراء الخارجية العرب- إلى الحديث بصوت واحد مع المجتمع الدولي بشأن ما يجري في قطاع غزة.
وقال الملك عبد الله: "ندين المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في غزة والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية"، مؤكداً أن "من واجب الدول العربية الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة لوقف الحرب على غزة".
ويواصل جيش الاحتلال منذ 29 يوماً "حرباً مدمرة" على غزة، استُشهد فيها 9227 فلسطينياً، منهم 3826 طفلاً، و2405 سيدات، وأصيب 23516، كما استُشهد 145 فلسطينياً، واعتُقل نحو 2070 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.