شاركت أمريكا في حرب غزة من خلال انخراطها المباشر عسكرياً وسياسياً لصالح الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الفلسطينيين في القطاع المحاصَر، ليستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل على أصعد مختلفة.
منذ بداية الحرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعماً كبيراً للاحتلال من خلال تبني روايته ورفض وقف الحرب على غزة، وتبرير قتل الأطفال، وتقديم تمويل ضخم لتل أبيب.
ويرصد هذا التقرير أوجه الدعم المختلفة، التي تعكس مشاركة أمريكا في حرب غزة، وانخراطها فيها بشكل معلن.
انخراط في الحرب
انخرطت أمريكا في حرب غزة بشكل مباشر من خلال 3 خطوات قامت عليها مؤخراً، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أكثر من 20 يوماً على بدء الحرب.
- مسيّرات أمريكية
قامت أمريكا بإطلاق مسيّرات فوق غزة؛ لمحاولة معرفة أماكن الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن رحلات الاستطلاع التي تقوم بها الطائرات الأمريكية من دون طيار في قطاع غزة، تهدف إلى المساعدة في تحديد مكان الرهائن والبحث عن "علامات الحياة" ونقل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي.
وأفادت بأن عملها تركز بشكل رئيسي على جنوب قطاع غزة، في حين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على الأرض في الشمال.
وأكد مسؤولو البنتاغون أن هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها طائرات أمريكية من دون طيار فوق غزة، مشددين على أن الطائرات من دون طيار ليست مسلحة، ولا تدعم الأنشطة الهجومية للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وقال باحث طيران يتابع الرحلات الجوية للصحيفة، إنه يبدو أن هناك ما لا يقل عن 6 طائرات من دون طيار من طراز MQ-9 تشارك في عمليات تحديد مواقع الرهائن.
- 14.3 مليار دولار لدعم إسرائيل
قام الكونغرس بالمصادقة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على ميزانية "عاجلة وغير مسبوقة" بقيمة 14.3 مليار دولار لدعم الاحتلال الإسرائيلي.
تأتي موافقة مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في وقت يؤكد فيه الديمقراطيون أنه لن يتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ.
جاء التصويت بأغلبية 226 صوتاً مقابل 196، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع التقسيم الحزبي للمقاعد.
وصول وحدة استكشافية من مشاة البحرية و2000 جندي إلى إسرائيل.
الدعم العسكري
تنوع الدعم العسكري الأمريكي إلى إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
إذ قامت واشنطن بتزويد إسرائيل بخلية من قوات العمليات الخاصة، إلى جانب خبراء عسكريين.
وقامت أمريكا أيضاً بتحويل مسار حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد" الأقوى في العالم، باتجاه فلسطين، في خطوة لإبداء الدعم للاحتلال، بطاقمها المكون من نحو 5000 فرد.
كذلك، فإنها قامت بإرسال حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس أيزنهاور" إلى البحر الأبيض.
يضاف إلى ذلك تحريك واشنطن 75 طائرة مقاتلة باتجاه إسرائيل، ولكن دون انخراطها في الحرب بشكل مباشر.
ونشرت الصحافة الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية، قامت بإرسال اثنين من أنظمة الدفاع الصاروخية إلى إسرائيل، رغم أن الأخيرة لديها منظومة القبة الحديدية.
الدعم السياسي
لطالما أعلنت أمريكا دعمها المطلق لإسرائيل في حروبها المتكررة على قطاع غزة، ولم يختلف الأمر في هذه الحرب، إلا أنه كان لافتاً تبني الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية الإسرائيلية بحذافيرها، الأمر الذي تسبب له بإحراج بسبب كذب روايات إسرائيلية بشأن قطع رؤوس أطفال في مستوطنات غلاف غزة حين دخلتها المقاومة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي قال عنه البيت الأبيض لاحقاً إنه لا دليل على صحته.
بالإضافة إلى التشكيك الأمريكي الرسمي، وفي وسائل إعلامه المختلفة، في أعداد شهداء القصف على قطاع غزة، رغم توثيقها من وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وكان من أبرز خطوات الدعم الأمريكي السياسي للاحتلال، رفضه وقف العدوان على غزة.
إذ قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصَر لن يكون الحل الصحيح، وأن هذا سيفيد (حركة) حماس حالياً".
كذلك، فإن البيانات الرسمية الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين من ضمنهم بايدن ووزراؤه، وصفها الفلسطينيون بأنها تبرر قتل الأطفال والمدنيين، بحجة أن ما يجري حرب: "إنها حرب، ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
وحرصوا كذلك على إبداء الدعم السياسي من خلال زيارات مكثفة لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن، و3 زيارات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ومنذ 28 يوماً، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 9227 فلسطينياً بينهم 3826 طفلاً، وإصابة 23516 شخصاً، معظمهم مدنيون، وتسبب بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تاريخ بدء حرب طوفان الأقصى.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، إن وزارة الصحة رصدت 16 مجزرة خلال الساعات الماضية.