كشفت صحيفة Politico الأمريكية، الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن الديمقراطيين الوسطيين بدأوا في التراجع عن تأييد عمليات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في غزة، وهو تحول ملحوظ في موقفهم بعد دعمهم الكامل للاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن كلاً من السيناتور كريس مورفي من كونيتيكت، والسيناتور ديك دوربن من إلينوي، والنائب جيسون كرو من كولورادو عبروا عن عدم ارتياحهم إزاء تأثير مسار العمليات العسكرية الحالية للاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في غزة.
إذ قال مورفي، الذي يترأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان: "معدل الوفيات المدنية داخل غزة غير مقبول وغير مستدام".
يشار إلى أن دعم الفلسطينيين في السنوات الأخيرة زاد بين الديمقراطيين، وأثارت الاحتجاجات ورسائل الموظفين والمظاهرات العلنية الضغط على الحزب الديمقراطي للتعامل مع الوضع بشكل مختلف مع استمرار الحرب دون نهاية في الأفق.
فيما ضغط الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض من أجل "وقفة إنسانية" للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وخروج الأجانب، فيما قال السيناتور الديمقراطي براين شاتز في بيان: "إن وقفة إنسانية متفقاً عليها بشكل متبادل هي السبيل الوحيد لتقديم مساعدات كافية لمن هم في حاجة، وخلق مساحة للمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ورسم مسار للمضي قدماً يحمي المدنيين وسيؤدي استمرار العنف بلا شك إلى تفاقم هذا الوضع الخطير بالفعل".
في وقت يتجه فيه وزير خارجية واشنطن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار، ينضم بعض الديمقراطيين الوسطيين إلى التقدميين الذين يدعون إلى وقف كامل لإطلاق النار، إذ قال دوربين، رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ إن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار؛ لأن الاضطرابات وصلت إلى "مستوى لا يطاق"، حسب ما نشرته الصحيفة الأمريكية.
زيارة بلينكن للأراضي الفلسطينية المحتلة
وبالتزامن قال مسؤول إسرائيلي، إن تل أبيب تبحث مع واشنطن إدخال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول لم تسمه، قوله إن تل أبيب تبحث مع واشنطن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة. وأشارت الهيئة إلى أن تصريح المسؤول الإسرائيلي جاء تأكيداً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت فيه إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي من المتوقع أن يزور إسرائيل الجمعة، سيضغط عليها لوقف إطلاق النار، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية والسماح بالإفراج الآمن عن الأسرى في غزة.
وكانت إسرائيل منعت إدخال الوقود والكهرباء إلى غزة، بينما تقيد بشكل كبير جداً دخول الماء والغذاء والدواء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
في السياق، طلبت إسرائيل من دول أجنبية، إرسال "سفن مستشفيات" للمساعدة في علاج الجرحى الفلسطينيين الذين يسمح لهم بمغادرة قطاع غزة إلى مصر، وقال سفير تل أبيب لدى ألمانيا رون بروسور، في تصريح لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن "إسرائيل طلبت من الدول الأجنبية إرسال سفن مستشفيات؛ للمساعدة في علاج الجرحى الفلسطينيين الذين يسمح لهم بمغادرة قطاع غزة إلى مصر المجاورة".
وأضاف السفير: "أعتقد أن الأمر قيد المناقشة، هناك ميول هنا في أوروبا للمساعدة في المسائل الإنسانية بأي طريقة ممكنة"، دون تحديد دول بعينها.
ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي، أنها سترسل السفينة البحرية "تونير" إلى شرق البحر المتوسط في مهمة لـ"دعم مستشفيات غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر بدأت هذا الأسبوع "قبول عدد محدود" من الجرحى عبر حدودها مع غزة.
ولليوم الـ27 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، وقتل إجمالاً 9061 فلسطينياً، بينهم 3760 طفلاً، وأصاب 32000، كما قتل 133 فلسطينياً واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1538 إسرائيلياً وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.